تُعد آية الكرسي أعظم آية في القرآن الكريم؛ لأنها تجمع صفات العظمة والجلال لله سبحانه وتعالى، وقد حثنا النبيّ صلى الله عليه وسلم على قراءتها في مواضع عِدة، موضحًا بعض فضائلها في الأحاديث النبوية الشريفة المنقولة عنه على مر السنوات، إذ تحمل بين طياتها الكثير من الروحانيات العطرة، والبركات الطيبة لقارئها.
آية الكرسي كاملة مكتوبة بالتشكيل
(ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ *255* لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *256* ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خالدون).
لا يفوتك أيضًا: تجربتي مع آية الكرسي 100 مرة التي تمنحك السكينة والهدوء
فضائل آية الكرسي من السنة النبوية
أوضح النبيّ بعض من أسرار آية الكرسي في أحاديثه التي نُقلت لنا من خلال الصحابة رضي الله عنهم، فقال إنها أعظم آيات القرآن، وتُبعد الشياطين عن المسلم، وتسهل دخوله إلى الجنة.
الراوي أبو هريرة رضي الله عنه: “قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بهَا، قُلتُ: ما هُوَ؟ قَالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ.. حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فأصْبَحْتُ” صحيح البخاري.
الراوي أبيّ بن كعب: “يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]” صحيح مسلم.
الراوي أبو أُمامة الباهلي: “مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ”.
لماذا سُميت آية الكرسي بهذا الاسم؟
جاءت التسمية نسبةً إلى كلمة الكرسي التي وردت في الآية:
“وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ”،
وقيل إن الكرسي هو شيء عظيم فوق السماء السابعة غير عرش الله سبحانه وتعالى، وقيل أيضًا إنه سُمي بذلك لأن العرش يُسمى كرسي، والمقصود به أساس الحكم، وهو دليل بارز على الألوهية المطلقة لله عز وجل.
سبب نزول آية الكرسي
قيل في الأثر إن سبب نزول آية الكرسي هو أن النبيّ موسى -عليه السلام- سأل الملائكة، وقال: “هل ينام الله؟” فأوحى الله الملائكة أن يؤرقوه لمدة ثلاث أيام
ولا يتركوه لينام، ففعلوا ذلك، ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما، ثم حذروه أن يكسرهما وتركوه ورحلوا، فبدأ ينعس وكل قارورة في يد.. ينعس ثم ينتبه، ثم ينعس وينتبه، وهكذا.
حتى نعس تمامًا وضرب كل قارورة بالأخرى فكسرهما، وهو ما كان مثالًا من الله -عز وجل- أوضحه للنبيّ ليبين للعباد أجمعين أن السماوات والأرض في يديه
ولو كان ينام لسقطت السماوات والأرض وهلكت كما حدث في الزجاجتين، وقِيل إن بني إسرائيل هم من سألوا النبي موسى عما إذا كان الله ينام أم لا، فضرب لهم هذا المثل لبيان الحكمة.
أسماء الله الحُسنى في آية الكرسي
في ظل الحديث حول آية الكرسي كاملة يُعد ذكر أسماء الله الحسنى فيها أحد أبرز أسباب عظمتها بين الآيات القرآنية في كتاب الله سبحانه وتعالى، فقد جمعت بعض أسماؤه بعد لفظ الجلالة “الله” الذي يشمل كافة معاني الألوهية وصفات الكمال، مثل:
- الحي: يعبر عن حياة الله العظيمة الكاملة غير المنتهية.
- القيوم: أن الله قادر على القيام بنفسه وجميع الموجودات، دون الحاجة إلى خلقه.
- العليّ: اسم يثبت لله كافة معاني العلو، والتي تشمل علوّ الذات والشأن والقدرة.
- العظيم: يُشير إلى قدرة الله على الجمع بين صفات مثل الكبرياء والعظمة مع صفات العلم والقدرة والملك والإرادة، وغيرها.
لا يفوتك أيضًا: اذكار و7 ادعية قبل وبعد صلاة الظهر مكتوبة
أفضل وقت لقراءة آية الكرسي
من خلال الأحاديث النووية الشريفة التي توضح بركات وفضائل آية الكرسي يُمكننا استنتاج الأوقات التي يُفضل قراءة الآية خلالها، ألا وهي:
- قبل النوم.
- بعد كل صلاة.
- قبل الخروج من المنزل.
- مع أذكار الصباح والمساء.
- في أوقات الرقية الشرعية للتحصين من كل شر بشكل عام.
أسرار آية الكرسي الكريمة
تُمثل آية الكرسي أحد أكثر الآيات القرآنية تميزًا؛ لما تحمله من الفضل والأجر العظيم، وقد حملت بين طياتها بعض الأسرار التي تُزيد من قيمتها، من أبرزها:
- جمعت الآية خمسة من أسماء الله الحُسنى (الله، الحي، القيوم، العليّ، العظيم).
- في الآية رد على حديث الملحدين والمشككين في وحدانية الخالق، إذ تحمل صفات الألوهية والتوحيد.
- تحصن المسلم من السحر والجن وكل ما يُشكل السوء والخطر على حياته، لذا يُفضل قراءتها قبل النوم وفور الاستيقاظ.
- يُمكن استخدامها للعلاج أثناء قراءة الرقية الشرعية على شخص مُصاب بالحسد أو المس، إذ تمنع عنه كثير من الأضرار.
- تشغيلها أو قراءتها في المنزل تمنع دخول الشياطين إليه، وكذلك تحمي قارئها من مهالك الشياطين ووساوسهم؛ لأنها جزء من سورة البقرة التي يُعرف عنها أنها طاردة للشياطين، وقد كان النبيّ يقرأها عند النوم ليدفع بها الشياطين.
- من يقرأها في الصباح يكُن في ذمة الله وتحت رعايته حتى المساء، ومن يقرأها في المساء يكُن في ذمة الله وتحت رعايته حتى الصباح.
حرص المسلمون على قراءة آية الكرسي كاملةً رغبةً في الحصول على أجرها العظيم، حتى إن بعضهم ينشرها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي ليحصل على أجر كل من يقرأها.
اية الكرسي فيها غلط اخر الايه الكريمه
(خلدون) و التصحيح (خالدون)
شكرا علي التوضيح