كم عدد خُلفاء بني أمية الذين قاموا بتأسيس دولة أموية قوية بعد مقتل رابع الخُلفاء الراشدين علي بن أبي طالب؟ تُعد الدولة الأموية هي ثاني خِلافة تأسست في الإسلام، وهي أيضًا من أبرز وأكبر الدول الحاكمة في التاريخ الإسلامي، وعاصمتها كانت تقع في مدينة دمشق، والتي تم تأسيسها في عام 41 ه-661 م، واستمر هذا الحُكم الأموي بنفوذه القوي حتى آن الآوان بسقوطها في عام 132 ه – 750 م (في المشرق) ، 422 ه – 1031 م (في الأندلس) وذلك بعد معركة الزاب عام عام 132 ه التي كان سببها العباسيين.
من أبرز خلفاء الدولة الأموية
قام الحسن والحُسين بعد مقتل علي بن أبي طالب بمُبايعة معاوية بن أبي سُفيان ليتمكن من الخلافة وذلك في عام 41 هجريًا.
وقد ذاع أن هذا العام قد عُرف باسم عام الجماعة وذلك بسبب اجتماع الأمة بأسرها على خليفة واحد ليتولى زمام الدولة وحُكمها، ويُعتبر الخُلفاء الأمويين مجموعة من الخُلفاء العرب المُسلمين من قُريش.
الذي يعود نسبهم إلى أمية بن عبد شمس بن مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الأمر الذي مكّنهم من امتلاك قوة ونفوذ كبير في مكة.
يُعتبر الخُلفاء الأمويين هم الذين قاموا بتشييد دولة أموية قوية تمددت في ثلاث قارات، ويجب العلم بأن الدولة الأموية قد وصلت لأقصى قوتها وامتدادها في زمن الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك.
حيثُ انتشرت من الصين والهند شرقًا إلى بلاد الغال غربًا (فرنسا حاليًا)، ومن بلاد الأناضول والقوقاز (جورجيا وتركيا حاليًا) وسواحل إيطاليا شمالًا إلى أرض الحبشة (إثيوبيا حاليًا) بالإضافة إلى غابات أفريقيا جنوبًا.
يجب العلم بأن الخلافة الأموية تمثلت في أربعة عشر خليفة أموي، ويُمكننا من خلال السطور القادمة التعرف على عدد خُلفاء بني أمية وأسمائهم بشيء من التفصيل:
فترة الخلافة ميلاديًا | اسم الخليفة |
661 – 680 | معاوية بن أبي سفيان |
680 – 683 | يزيد الأول بن معاوية |
683 – 684 | معاوية بن يزيد |
684 – 685 | مروان بن الحكم |
685 – 705 | عبد الملك بن مروان |
705 – 715 | الوليد الأول بن عبد الملك |
715 – 718 | سليمان بن عبد الملك |
717 – 720 | عمر بن عبد العزيز |
720 – 724 | يزيد الثاني بن عبد الملك |
724 – 743 | هشام بن عبد الملك |
743 – 744 | الوليد الثاني بن يزيد |
744 | يزيد الثالث بن الوليد الأول |
مكث في الخلافة سبعين ليلة فقط | ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك |
744 – 750 | مروان بن محمد |
الدولة الأموية
في سياق حديثنا عن عدد خُلفاء بني أمية يتعين علينا الحديث عن مؤسس الدولة الأموية وهو معاوية بن أبي سُفيان بن حرب، ويُعتبر هذا الخليفة من سادات قبيلة قُريش.
وقد قيل أنه وُلد في مكّة وقام بإعلان إسلامه في يوم فتح مكة وذلك عندما كان عمره ثلاثة وعشرين، وكان يتسم بالفِطنة والذكاء وحُسن التدبير.
من ثَمَّ قام الرسول عليه الصلاة والسلام باتخاذه كاتبًا للوحي، ولم تكن هذه مُهمته فقط في هذا الوقت، بل قام أيضًا برواية الحديث النبوي الشريف عن أبي بكر وعُثمان وعُمر وغيرهم الكثير من الصحابة، ولقد تم مُبايعته على أن يكون خليفة للمُسلمين في عام 661ه وكان ذلك في الكوفة.
قد شهد عهده افتتاح الكثير من البلاد، حيثُ إنه قام بفتح جزيرة رودس وبلاد السند، ولم يقف عند ذلك بل قام بتجهيز جيشه لفتح القسطنطينية برًا وبحرًا وذلك في عام 668 ه إلا أنً الأمر قد باء بالفشل.
لم ييأس الخليفة بعد ذلك فقام بإرسال عشرة آلاف جُندي إلى عُقبة بن نافع دخل معهم أفريقيا وتمكن من فتحها وكان ذلك في عام 670 ه.
ويتحتم القول أن الخليفة معاوية هو من تبنّى مبدأ الوراثة في الحُكم وذلك عند عهده لابنه يزيد بالخلافة من بعده، ولقد وافته المنية في عام 680م بعد قيامه بالعديد من الإنجازات التي تُحتسب له في حياته وبعد وفاته.
آخر الخُلفاء الأمويين
يتحتم القول في إطار ذكر عدد خُلفاء بني أمية أن الخليفة مروان الثاني هو آخر خليفة أموي، والذي استمرت مُدة خلافته من 744 م إلى 750 م حتى هُزم في معركة الزاب الكُبرى ي عام 750م، ولقد تم في ذلك الوقت مُلاحقة أفراد البيت الأموي حتى قُضيَ عليهم.
صحابة النبي من بني أمية
في ظل حديثنا عن عدد خُلفاء بني أمية يتحتم علينا معرفة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني أمية، والذين كانوا يتسمون بالكثرة، ويُمكننا ذكر أسمائهم كالتالي:
(الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، مروان بن الحكم، يزيد بن أبي سُفيان، أبو سُفيان بن حرب، أبان بن عيد بن العاص، خالد بن سعيد بن العاص، عبدالله بن سعيد بن العاص، عمرو بن سعيد بن العاص).
خلفاء الدولة الأموية وأهم أعمالهم
استكمالًا لحديثنا عن عدد خُلفاء بني أمية يتوجب علينا ذكر بعض من الإنجازات التي قام بها الخُلفاء الأمويين، والتي كان لها أكبر الأثر في انتشار الإسلام واتساع رُقعته، ويُمكن توضيح أبرز هذه الأعمال من خلال ما يأتي:
- معاوية بن أبي سفيان، الذي عمل على ترسيخ الدولة، واتخذ من مدينة دمشق عاصمة للخلافة الأموية، بالإضافة إلى تمكنه من وضع الحصار على الإمبراطورية الرومانية في القسطنطينية حتى يتسنى له فتحها تنفيذًا لقول رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه” لتفتحن القسطنطينية”.
- يزيد بن معاوية بن أبي سُفيان، يجب العلم بوقوع واقعة كربلاء في عهده والتي نتج عنها استشهاد سيدنا الحُسين رضي الله عنه.
- عمل على الالتزام بجميع الأمور التي كان يقوم بها والده، فعمل على استمرار الفتوحات الإسلامية حيثُ عمل على إرسال مسلم بن زياد حتى يتمكن من فتح سجستان وسمرقند وخراسان، ولم يقف عند هذا الحد بل قام بإرسال عُقبة بن نافع حتى يتم فتح شمال أفريقيا، بنزرت والمغرب، سهل تونس والقيروان، واستمر في تلك الفتوحات حتى وصل إلى المُحيط الأطلنطي فقال عنده: “
اللهم فأشهد لولا هذا البحر لمضيت مُجاهدًا في سبيلك أقاتل كُل من كفر بك”.
- معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سُفيان، يقتضي العلم بأن هذا الخليفة قام بتولي خلافة الدولة الأموية لفترة وجيزة حتى قام بالتخلي عنها قائلًا: “من رضيتم به فولوه”، وقد كان مُعاوية عالمًا مُحبًا للأدب والعلم.
- مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، عُرف عنه أنه كان يخشى تفريق كلمة المسلمين ووحدتهم فكان دائم البحث عن الوضاعين والزنادقة والمارقين والمُنافقين.
- عبد الملك بن مروان، اتسم عهده بازدهار العلوم الشرعية والحضارات العُمرانية والزراعية والتُجارية، وذلك نتيجة لكونه من المُسلمين الأشداء والفُقهاء، بالإضافة إلى ضرورة العلم بأنه أول من كسا الكعبة الشريفة بالديباج والحرير، كما قام ببناء بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى.
- يُحتسب للخليفة عبد الملك بن مروان أنه أول من قام بإبطال استخدام الدراهم والدنانير الفارسية والرومية، وقام بالكتابة على أحد وجوهها (قل هو الله أحد) والوجه الآخر (لا إله إلا الله).
- الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الذي قام بتشييد دور الفقه والعلم، كما قام بإعادة إعمار الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى تمهيد الطُرق التي تؤدي إلى الحجاز، ولم يقف عند هذا الحد بل كثُرت في عهده الفتوحات كسائر الخُلفاء.
فقام بإرسال موسي بن نُصير حتى يقوم بفتح المغرب الأقصى، كما قام بإرسال زُهير بن قيس وحسان بن النُعمان حتى يقوما بفتح برقة وما حولها من بلاد حتى يتسنى له الوصول لقرطاجنة.
- سُليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الذي عمل على تكليف أخيه مُسلمة بن عبد الملك أن يقطع الإمدادات والمؤن التي تصل إلى الرومان في القسطنطينية عبر البر والبحر.
- عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، الذي يُعتبر أول من دوّن أحاديث وسُنن الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم، كما أن الدولة الإسلامية بلغت في عهده مبلغًا كبيرًا من الرخاء والثراء الذي لم تعهده دولة أخرى آنذاك.
- يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، كان يعمل العديد من الأشخاص في عهده على جعله في صورة سيئة، فقالوا عنه ما ليس فيه، ومن أبرز أقواله: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إنما الطاعة لله فمن أطاع الله أطيعوه ما أطاع فإن عصى أو دعا إلى معصية فهو أهل أن يُعصى ولا يُطاع”.
- هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الذي كثُرت في عهده الفتوحات، حيثُ قام بإرسال بن مالك الخولاني وعبد الرحمن الغافقي لجنوب فرنسا حتى يتمكنا من فتح تور وبواتيه حتى يتسنى لهم العبور لافتتاح مدينة القسطنطينية، كما عنى بإرسال العُلماء والفُقهاء إلى بلاد السند والهند حتى يتمكنوا من تعلم أحكام وشعائر الدين الإسلامي، ولم يكتفي بهذه الأمور بل عمل على بناء الثغور والحصون على جميع مُدن الخلافة.
في ختام مقالة حول عدد خُلفاء بني أمية يمن الجدير بالذكر القول بأن الدولة الأموية من أبرز الدول التي تم تشييدها في عرب الزتان، والتي يهتم جميع الشعوب في الوقت الحالي بالتعرف على تاريخها وخُلفائها.