قبل الحديث عن عدد قبائل السودان تعد دولة السودان إحدى الدول التي تمتاز بتنوع عرقي بين سكانه. السكان الأصليين للمنطقة هم من السود أو الزنوج، يتميزون ببشرة سمراء وقامات مديدة. في العصور القديمة، شهد السودان هجرة عرب الحجاز واليمن وآسيويين آخرين من مناطق مختلفة.
على مر العصور، تعامل هؤلاء الوافدين مع السكان الأصليين وتمت الزيجات بينهم، مما أدى إلى بعض الاختلاط الثقافي. قدم هؤلاء الوافدين إلى السودان للتجارة، وكذلك للصيد وجمع الموارد مثل ريش النعام وسن الفيل والصمغ والمواشي.
مع انتشار الإسلام في المنطقة، هاجرت قبائل عربية من الحجاز واليمن والمغرب إلى السودان، حيث سادت ثقافتهم وتقاليدهم بعض الشيء.
في بعض المراحل، شهد السودان حروبًا وتصاعد التوترات العرقية، مما أدى إلى تهجير عدد كبير من السكان إلى الجنوب.
يجمع جنوب السودان بين السكان الأصليين والوافدين العرب ومن ثم أصبح هناك تنوع ثقافي وعرقي. ولا تزال المدن التي أسسها الغزاة منذ قديم الزمان تعكس هذا التنوع حتى يومنا هذا. وهو ما يفسر كبر عدد قبائل السودان.
قد يهمك أيضًا: أصل قبيلة بنو كلاب
ما هي أكبر قبيلة في السودان من حيث العدد ؟
أكبر مجموعة عرقية في السودان هي العرب، يشكل العرب نسبة 40% من إجمالي السكان. من بين القبائل العربية البارزة يمكن ذكر الجعليين، الشايقية، البديرية، الرباطاب، الميرفاب، وجهينة، والشكرية.
على الجانب الآخر، أكبر قبيلة من حيث عدد السكان في السودان هي قبيلة الحمر. تعتبر هذه القبيلة ذات أصول عربية تعود إلى شبه الجزيرة العربية ومركزها في وسط السودان، وتحديداً غرب ولاية شمال كردفان.
من بين المجموعات العرقية في السودان، تشتهر قبيلة الحمر بتاريخها العريق. تقع قبيلة الحمر في جنوب شرق دارفور وتمتاز بأصولها العربية وثقافتها الخاصة.
لطالما عرفت هذه القبيلة بكرم الضيافة والشهامة، وتمتلك تراثاً غنياً ومتنوعاً. تمثل قبيلة الحمر قوة تأثير كبيرة في السودان، وهي جزء لا يتجزأ من البنية الاجتماعية والثقافية للبلاد.
من المهم الإشارة إلى القدرة الفائقة على التواصل والتعايش السلمي بين قبيلة الحمر وبين العديد من القبائل والمجموعات الأخرى في السودان.
ما هي أشرس قبيلة في السودان ؟
قبيلة “النوير” هي ثاني أكبر القبائل في جنوب السودان من حيث العدد. يشتهر أفراد هذه القبيلة بأنهم الأكثر شراسة على وجه الأرض.
تلعب قبيلة النوير دورًا بارزًا في الساحة السياسية والعسكرية في البلاد، وقد تشهد صراعات مع قبيلة الدينكا التي تتمتع بنفوذ وسلطة واسعة وتتشارك معها في نفس السلالة الأصلية.
توزعت عشائر النوير في جمهورية جنوب السودان على نطاق واسع، وشكلت تجمعات بشرية تتألف من القرى والمعسكرات. يمكن تمييز تجمعين رئيسيين يمثلان محور حياتهم الاجتماعية:-
- الأول يقع في المنطقة الشرقية بمنطقة حوض نهر سوباط في ولاية النيل الأعلى.
- الثاني يتواجد في المنطقة الغربية، المعروفة باسم “غرب النوير”، ويشمل – بالكامل – ولاية الوحدة الغنية بالنفط وعاصمتها بانتيو.
يمتلك النوير وجودًا قويًا أيضًا في ولاية جونقلي، حيث تمتد بعض مناطقهم إلى الحدود مع منطقة الحبشة. كما تشمل مناطقهم أيضًا الجزء السفلي من بحر الجبل وبحر الغزال.
يتميز الفضاء الجغرافي لقبيلة النوير بوجود العديد من المستنقعات، مما يزيد من عزلتهم ويرتفع بهم نحو الاستقلالية، ويجعل من الصعب اختراق مناطقهم.
تتميز قرية النوير بالحفاظ على تقاليدهم الاجتماعية، ومن بين أبرز تقاليدهم الاجتماعية ما يأتي ذكره أدناه:-
- يعتمدون على الزواج والتبني للحفاظ على صلات القرابة.
- يحترمون تقاليد الزواج ويتجنبون الزواج من أقارب الزوجة أثناء حياتها.
- يختارون عدد زيجاتهم وفقًا لاستطاعتهم، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الزواج من حوالي 15 امرأة.
- بالنسبة للمهر، فإن العريس يقوم بتقديمه للعروس على شكل أبقار، حيث يتجاوز عددها في العادة 40 بقرة.
- تُوزع هذه الأبقار على أقارب العروس، حيث يحصل والد العروس على نصف المهر، والوالدة على نصف النصف الباقي، بينما يُوزع البقر الباقي على أقارب العريس والعروس.
- إذا كان العريس غير قادر على دفع المهر بالبقر، يمكن لأهله وأصدقاؤه تقديمه كهدية لأهل العروس، ومن ثم يُرجع جزءًا من هذه البقر إلى منزل العريس.
- في الليلة التي تسبق حفل الزفاف، يتم حلاقة رأس العروس. يُعتبر هذا الفعل رمزاً لبداية حياة جديدة للعروس، ورمزاً للنقاء والجمال، حيث يكون شعرها خالٍ من أي عيوب أو تشوهات.
- يُسمح للابن الأكبر عند وفاة والده بالنظر إلى زوجات والده على أنهن زوجات له أيضًا، باستثناء والدته.
- في حالة وفاة شخص قبل الزواج، يُسمح لأخيه بالزواج بامرأة باسم شقيقه، وعند ولادة الأطفال، يتم نسبهم إلى شقيقه الراحل.
- يعتبر “الشلوخ” (إجراء على الوجه يتضمن ست جروح) وخلع الأسنان الأمامية من التقاليد الهامة بالنسبة لهم. يعتبرون أن الرجل لا يصبح كامل الرجولة إلا بعد أن يتم هذا الإجراء.
ما هي أجمل قبيلة في السودان ؟
قبيلة الحسانية أجمل قبيلة في السودان. تعود أصول قبيلة الحسانية إلى قبيلة الكواهلة منذ زمن أجدادهم القادمين من الجزيرة العربية إلى السودان حتى وصولهم إلى جبل الجلف في شمال غرب منطقة شندي.
واجهوا صعوبة في الاستقرار على شاطئ النيل بسبب وجود الجعليين الذين سبقوهم إلى المنطقة. ومن ثم قرروا استيطان منطقة جبل الجلف ومحيطها، حيث اعتمدوا على زراعتها ورعي المواشي بها.
ومن ثم، امتدت مناطقهم إلى الشمال والجنوب. على سبيل المثال، توجد مجموعات حسانية على ضفاف النيل الأبيض بالإضافة إلى مناطق أخرى في شمال ووسط السودان، مثل بطانة وصحراء بيوضة.
ما هي أول قبيلة في السودان ؟
قبل التعرف على التقسيمات القبلية في السودان، كانت هناك وحدة واحدة تاريخية تميز هذا الإقليم. ترجع الأصول الأقدم للشعب السوداني إلى الكوشيين.
ورغم وجود دعاة لتحويل هذه الأصول إلى مصادر تفرقة وتمييز عنصري، إلا أنه يجب التأكيد على أن أحد أقدم وأهم الشعوب في السودان هم الدناقلة.
تعود جذورهم إلى فترة ما قبل الميلاد ومن ثم امتد تاريخهم من الحضارة الكوشية إلى الممالك المسيحية وحتى مع اعتناقهم الإسلام في وقت لاحق.
قبل قرون طويلة، اُطلق اسم “كوش” على جزء من منطقة النوبة الواقعة جنوب الشلال الثاني. يمتد هذا الجزء إلى مناطق بلاد النوبة العليا. وقد ازدهرت حضارة وادي النيل في النوبة الكوشية على مر العصور.
كلمة “كوش” تمثل عرق السكان الأصليين الذين أسسوا الحضارة النوبية. يمكن رؤية هذا المصطلح في أسماء النوبيين الكوشيين، مثل الملك كاشتا، الذي يترجم تقريباً إلى “كوشي“.
في المرحلة الأولى، كان مركز مملكة كوش في منطقة نبتة، والتي تُعرف اليوم بمنطقة كريمة في السودان.
قد يهمك أيضًا: أصل عائلة الشهوان
كم عدد قبائل السودان ؟
يضم السودان ما يقرب من 570 قبيلة، تتنوع أصولها بين عربية وإفريقية. تندرج هذه القبائل تحت حوالي 57 مجموعة عرقية تشترك في خصائص لغوية وثقافية. تشمل القبائل البارزة في السودان ما يأتي ذكره أدناه:-
- قبائل شمال السودان: تضم هذه المنطقة الحلفاويين والمحس والدناقلة والبديرية والشايقية والمناصير والرباطاب والحسانية والميرفاب وغيرهم.
- قبائل وسط السودان: تضم هذه المنطقة الجعليون والجموعية والعبدلاب والمغاربة والبطاحين والشكرية وغيرهم.
- قبائل غرب السودان: تضم هذه المنطقة البقارة والهبانية وأولاد راشد وحزام وأولاد حميد والزريقات والتعايشة وبني هلبة وغيرهم.
يعكس هذا التنوع العرقي والثقافي التاريخ الغني للسودان وتأثير العديد من الثقافات والأصول على تشكيل السكان.