إن قبيلة بلي واحدة من أكبر القبائل العربية العريقة، لها أثر جلىّ وواضح في مختلف البلاد، حيث اتسعت باتساع فتوحات الإسلام، فظهر أثرهم في مصر، شمال أفريقيا، المغرب ثم الأندلس، فيبدأ ظهور تلك القبيلة من قبل ظهور الإسلام، واعتنق كل أفرادها من المدينة المنورة الإسلام بل وقد كان لهم أدوار بارز في القتال مع قريش، وفي الفتح الإسلامي وغير ذلك، لذا نختص بذكر أهم ما ورد عنها من تفاصيل مُلمة.
نسب قبيلة بلي | بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة |
أصول القبيلة | يعود إلى قطحان |
حدود تواجد القبيلة قديمًا | شمال وغرب شبه الجزيرة العربية |
نسب قبيلة بلي
تُعرف قبيلة بلي أنها قبيلة قضاعية حميرية، من أكبر قبائل العرب وأعرقها في شمال وغرب شبه الجزيرة العربية، وقد جاء في نسبها ما يلي:
- هم من بنو عمرو بن الحاف بن قضاعة، ويعود نسب قضاعة إلى مالك بن حمير بن سبأ وصولًا إلى قحطان.
- من أقرب القبائل نسبًا لهم، قبيلة جهينة، خولان، بني عذرة، المهرة، ونهد.
- جاء لبلي ولدان، هما، فران الابن الأكبر، ويأتي نسبة من الفراني، وهو اسم مكان ذُكر في التوراة ويقع في فلسطين، أما الابن الثاني فهو هنئ بن بلى.
لا يفوتك أيضًا: نسب وأصل قبيلة العبابدة في مصر
ماذا قال الرسول عن قبيلة بلي
أثناء فترة ما قبل الإسلام اتخذت الفروع الجنوبية للقبيلة شمال غرب شبه الجزيرة العربية، وقد أقامت مع مجتمعات اليهود المقيمة في واحاتها علاقات وطيدة، حيثما استقر الفرع الشمالي للقبيلة شرق الأردن.
وقد كانوا مساعدين للبيزنطيين، وحينما ظهر الإسلام آمن كل من كان منهم في المدينة واعتنقوا دين الإسلام، فماذا ورد عما جاء بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم:
- في ربيع الأول من سنة 9، قدم على النبي وفد بلي، وقد أنزلهم عنده “رويفع بن ثبات البلوي” ثم قدم بهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- قال له “هؤلاء قومي”، فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام “مرحبًا بك وبقومك”.
- ثم أسلموا، وقد قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم آنذاك “ الحمد لله الذي هداكم للإسلام فكل من مات منكم على غير الإسلام فهو في النار“.
- دار حديث بينه وبين شيخ الوفد ” أبو الضبيب” فقال “ يا رسول الله إن لي رغبة في الضيافة فهل لي في ذلك أجر” فقال له الرسول صلوات الله عليه “ نعم وكل معروف صنعته إلى غنى أو فقير فهو صدقة“.
- قال يا رسول الله “ما وقت الضيافة”، قال صلى الله عليه وسلم “ ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة. ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحرجك“.
- قال يا رسول الله “ أرأيت الضالة من الغنم أجدها في الفلاة من الأرض” فرد قائلًا “ لك أو لأخيك أو للذئب“، قال “فالبعير” فرد نبي الله “ مالك وله دعه حتى يجده صاحبه“.
- يقول “رويفع البلوي” ثم قاموا بعد ذلك رجعوا إلى منزلي، فإذًا برسول الله يأتي حاملًا تمرًا، فقال ” استعن بهذا التمر”، فكانوا يأكلون منه ومن غيره، وأقاموا ثلاثًا، ثم ودعوا الرسول و أجازهم، ورجعوا إلى بلادهم.
لا يفوتك أيضًا: العازمي وش يرجع وما أصل قبيلة العازمي
ديار قبيلة بلي
تسكن قبيلة بلى منذ القدم الجزيرة العربية، وتفرعت على مر العصور في مختلف الدول العربية وصولًا إلى بلاد الأندلس قديمًا، هذا كما أنهم قد ساهموا في تعريب بعض المناطق وكانوا سببًا في إسلامها، ومما ورد عن ديارهم:
- سكنوا قديمًا في الحجاز والشام، بواديا أمج وغران، أما في الحاضر، فهم متمركزين بالجزيرة العربية في تبوك، الوجه، والعلا، ما تبعها من قرى، أما في الشام والأردن، فيسكنون في الزرقاء، الكرك، الشوبك، راجب، غور البلاونة، ومأدبا وغير ذلك.
- كما نزل أكثرهم في مصر، وفيها تفرقوا إلى عدة أماكن واتخذوها مسكنًا لهم، منها، أسيوط، منفلوط، أخميم وما تحتها، وما زال منهم فيها حتى الآن، لا سيّما في خميم الصعيد وسيناء، السويس، الشرقية، الإسماعيلية، وسوهاج، ويطلق عليهم اسم الفراني.
- في الشمال الأفريقي، فمنهم من نزل إلى تونس، القيروان، والمغرب، والآن يوجد أكثرهم في القيروان وغيرها.
- خلال الحكم المملوكي هاجروا إلى السودان، وقد كان لهم دور كبير في تعريب المنطقة وإسلامهم.
- كان لهم ديارًا في الأندلس قديمًا، بشمال قرطبة وغيرها، وفي الوقت الراهن، فيوجد لهم ديار في إسبانيا تعرف باسمهم ولا زالوا يحافظون على العادات العربية الأصيلة لهم ولقبيلتهم.
- لهم فروع في فلسطين، وبالتحديد في بئر السبع، ويطلق عليها بلى الظلام، ويوجد منهم أيضًا في قرية حمامة من قرى غزة، يطلق عليها اسم الفراني نسبة إلى فران بن بلى.
فروع قبيلة بلى
كما هو واضح من تفرعها في عديد من الدول العربية أن القبيلة قد تفرعت لعدة فروع وعشائر، تعرضهم حسب حدود تواجدهم:
- البلقاء في الأردن: عشيرة البلاونة، الشبيكات، الشخاترة، الزففه، ومنهم يتفرع، البصالصه، الطلافيح، الهيمسات، الحماد، الحمدة، العلى، العلاونة، الحناطلة، والمخادلة.
- شمال الحجاز: يبلغ تعدادهم فيها حوالي مليون نسمة، وتنقسم القبيلة في بلى إلى فرعين رئيسين، وهما مخلد، وخزام.
- يتفرع من مخلد، عشائر، الهروف، السحمه، البركات، القواعين، والعرادات، وكل فرع من تلك العشائر يخرج منهم تفرعات متعددة.
- ومن خزام، عشائر المواهيب، المقابلة، الأحامدة، وابصة، المطارفة، والفواضلة، ولكل فرع فروع أخرى كثيرة.
- عشائر بلي في مصر:
عشيرة الظلام | ومنها، أبو ربيعة، أبو جويعد، أبو قرينات، ومنهم تفرعات عدة. |
عشيرة المقابلة | السباييح، ومنها، أبو مساعد وأبو معيوف، عشيرة الجرابعة، الأحامدة، المطارفة، المشاعلة، الشوادي، الحوارث، وغيرهم. |
عشيرة الطلوح | ومنها ما يسكن القليوبية، والإسماعيلية، ومنهم أبو راس، أبو عاصي، أبو بصيلان، أبو طليحة، أبو عمران، وأبو صبيح. |
عشيرة خزام | وهم في قرية خزام بمركز قوص في قنا. |
لا يفوتك أيضًا: اصل قبيلة الكبيسات ورمز القبيلة
أبرز الأعلام في قبيلة بلي
إن لقبيلة بلي أدوار كبيرة في الفتوحات الإسلامية وغير ذلك من الإنجازات المشرفة المذكورة عنهم في صفحات التاريخ، فقد حملت شخصيات جسورة، وفذة، ومن أهم ما ورد عنهم:
- أتي منها حوالي 42 صحابي، ومنهم ما يشير إلى 57 صحابيًا، وكثيرًا منهم كانوا حلفاء للأنصار قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كانت لهم مكانة مرموقة بين الأوس والخزرج، سواء قبل الإسلام أو بعده.
- وإن من الثمانية الذين التقاهم النبي قبل بيعة العقبة الأولى، ثلاثة منهم من بلي، وهم، يزيد بن ثعلبة البلوي، أبو الهيثم بن التيهان البلوي، وعويم بن ساعده، وأيضًا منهم 5 رجال على الأقل قد شهدوا على البيعة الثانية.
- كان من القواد والفاتحين، فمنهم فاتح شمال أفريقيا “زهير بن قيس البلوي” وخليفة عقبة بن نافع على القيروان، كما أنه قتل قاتل عقبة.
- منهم أيضًا الفاتح “موسى بن نصير” هو ولىّ غزو البحر لمعاوية، غزا قبرص وبنى بها الحصون، وقد كان نائب مُعاوية عليها بعد أن قام معاوية بفتحها في سنة 27.
- غير الصحابة والتابعين، فجاء من قبيلة بلي الشعراء أيضًا، ومنهم، الأجدع بن الأيهم البلوي، الأشعر البلوي، والمثلم البلوي، وقد زاد عددهم خاصةً في الأندلس، فقد يزيد عن 15 شاعر.
- جاء منهم العلماء، القضاة، والفقهاء، ولا سيّما في مدن الأندلس، ومنهم، “أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي”، وهو صاحب كتاب ألف باء، العلّامة “ابن داود البلوي الأندلسي”، وخطيب مالقا “محمد بن عبد الله” وغيرهم الكثير.
- كان لفروع القبيلة في مصر أدوار مشرفة، خاصة في التصدي للاستعمار الفرنسي، فلم يحيل عليهم إسلام بونابرت الكاذب، وكانوا ينبهون الفلاحين لهذا ويحرضونهم وينهبون مستودعات ذخائر الجيش الفرنسي، وقد ورد في مذكرات نابليون قولة “ سوف أعود لمصر مرة أخرى ولكن ليس لأستعمرها وإنما لأؤدب قبيلتي بلي والعيايدة “.
- برز دورهم أيضًا في الإشراف على حكم الدولة العثمانية بالحجاز الشمالية، العلا، الوجه، وضواحيها، وفي خلال الحرب العالمية الأولى، انحازت بلي بنهاية المطاف إلى القوات العربية للشريف حسين، ضد العثمانيين، وهذا بعد طرد الهاشميين من الحجاز.
- حتى وقتنا الحالي تظل قبيلة بلي لها تأثير كبير في مختلف مناحي الحياة، الثقافية، التعليمية، والاجتماعية وغير ذلك، وفي أكثر من بلد، سواء في السعودية، مصر، الأردن، وغيرهم.
في الختام، فقد سردنا كافة ما ورد عن قبيلة بلي، ومن ضمنها ذكر ماذا قال الرسول عن قبيلة بلي؟ ومشاركتهم في الفتوحات الإسلامية، وبذل جهودهم الجسورة على مصر العصور لدعم الأمة الإسلامية.