في خضم التطورات الراهنة التي تشهدها جمهورية مصر العربية تأتي مبادرات التطوير والتأهيل التي ترعاها الدولة كركيزة أساسية لضمان مستقبل مشرق، ومن ضمن هذه المبادرات يبرز البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة الذي أُطلق بمبادرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي في سبتمبر 2015، وقد حقق نجاحاً ملموساً بتخريج أربع دفعات متتالية من الشباب الطموح.
نتائج البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة
البرنامج يهدف إلى إعداد جيل جديد من القادة المؤهلين علمياً وعملياً للمساهمة في قيادة دفة التنمية المستدامة في البلاد
ويغطي مجموعة واسعة من المحاور التعليمية والتدريبية بما في ذلك المهارات الشخصية والقيادية، إدارة المشروعات، التفكير التصميمي، الاقتصاد، الموارد البشرية، التسويق، العلوم السياسية، الأمن القومي، وغيرها من المجالات الحيوية.
مع إغلاق باب التسجيل للدفعة الخامسة وانطلاق العملية التعليمية والتدريبية، تظهر النتائج المبدئية تأثيراً إيجابياً في توسيع آفاق الشباب وتمكينهم من مواجهة التحديات العصرية بكفاءة.
كما أن البرنامج ليس فقط مساهمة في تعزيز القدرات الفردية، بل وأيضاً في بناء شبكة قوية من العلاقات بين قادة المستقبل الشباب من مختلف المحافظات، ما يعد استثماراً في رأس المال البشري الذي يعتبر الأساس في أي عملية تنمية.
من خلال تسليط الضوء على هذه الجهود، يُظهر البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة في بناء مستقبل مستدام، وهو ما يُعد نموذجاً يُحتذى به في تأهيل وتمكين الشباب في العالم العربي.
مع دخول البرنامج عامه التاسع، وجدت إدارة البرنامج الضرورة في تحديث وتطوير المناهج التعليمية لتتناسب مع التغيرات السريعة في سوق العمل والمجتمع
ويتم الآن التركيز بشكل أكبر على التكنولوجيا المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، والتحليل البياني، مع إضافة محتوى يخص الابتكار وريادة الأعمال لتحفيز الشباب على الابتكار والإبداع.
يعمل البرنامج ليس فقط كمنصة لتعليم الشباب، ولكن كآلية لتعزيز الاندماج بين شباب الأقاليم المختلفة من خلال ورش العمل والمشروعات المشتركة التي تُعزز التفاهم المتبادل والتعاون، وهذه الأنشطة تسهم في تقوية النسيج الوطني وتعزيز الهوية المصرية.
بفضل الدعم الحكومي والتعاون مع مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص، يظهر البرنامج قدرة على الاستدامة والتوسع المستقبلي كما تُظهر الشراكات مع الشركات العالمية والمحلية أن هناك فرصًا واعدة لتوظيف خريجي البرنامج في مشروعات كبرى تسهم في الاقتصاد الوطني.
لقياس تأثير البرنامج بشكل علمي وموضوعي، تم تدشين مبادرات لتقييم الأثر تشمل الدراسات الاستقصائية وتحليل البيانات لتتبع مسارات الخريجين وإنجازاتهم في مختلف المجالات، وهذه البيانات توفر رؤية واضحة حول كيفية تطور البرنامج ومدى فعاليته في تحقيق أهدافه.
يمثل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة مثالًا ملهمًا للمبادرات الوطنية التي تستثمر في الرأسمال البشري كأساس للتنمية المستقبلية، ومع كل دفعة جديدة يتجدد الأمل في أن الشباب المصري سيواصل البناء على تراثه العريق بفكر جديد يعزز من قدراتهم على القيادة في المستقبل.
اطلع على: 7 معايير للقبول في برنامج; تمكين الإبداع لشركات التصميم الإلكتروني