إن العلم هو سبيل الرقي والتقدم سواء على الصعيد الشخصي أو العالمي، ولقد حث الله سبحانه وتعالى على طلب العلم، بل والجد والاجتهاد في طلبه، ولا يقتصر هذا على الإسلام والعلوم الشرعية فقط، بل أيضًا بالعلم المادي والكوني، ففي هذا كل المنافع، فيعرف الإنسان كيف يعمر هذا الكون المسخّر له ويستخدمه الاستخدام الصحيح له، واستغلال كل ما يحويه من خيرات مما يؤمّن له حياة سليمة وهانئة.
دلائل قرآنية عن الاجتهاد في طلب العلم
لقد وجهنا الله في كتابه الكريم بتوجيهات عظيمة وقيّمة تُبين مدى فضل و أهمية العلم للإنسان في حياته، فالكون كله خاضع له، حيث يضم أنواع متعددة من العلوم لا حصر لها، مما يفتح للعقل أبواب واسعة للازدهار والرقي، فبدونه التأمل في روعة الكون أو دراسة معطياته بشكل تحليلي.
“وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” سورة النحل: 12.
“إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ” سورة آل عمران: 190.
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” سورة المجادلة: 11.
“وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ” سورة الذاريات: 20.
“اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” سورة العلق: 1.
“شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ” سورة آل عمران: 18.
“قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب” سورة الزمر: 9.
“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ” سورة التوبة: 105.
“كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ” سورة البقرة: 151.
“يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبَابِ” سورة البقرة: 269.
“لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ” سورة الحديد: 25.
“لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا” سورة النساء: 162.
لا يفوتك أيضًا: نص دعاء طلب العلم وقوة الحفظ مكتوب
أحاديث نبوية عن الاجتهاد في طلب العلم
إن في العلم النهج القويم الذي يبنى الإنسان عليه حياته، وتستقيم فيه حياة الأمة وتزدهر، ويتحقق لها الراحة، الرخاء، والإمكانيات المُيسرة لمختلف مهام الحياة، والتعرف على أسرار العالم والكون حولهم.
وغير ذلك العديد من الفوائد والمنافع التي تعود على الإنسان جراء إدراكه لأهمية العلم، والذي قد أشاد به الله بقدسيته وجلاله في القرآن الكريم، وما أوحى به لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن طلب العلم، ونشره، وفضله، ومنها قوله:
” مَن جاءَ مَسجِدي هذا لم يَأتِهِ إلَّا لِخيرٍ يتعلَّمُهُ أو يعلِّمُهُ فَهوَ بمنزلةِ المجاهِدِ في سبيلِ اللَّهِ ومن جاءَ لغيرِ ذلِكَ فَهوَ بمنزلةِ الرَّجُلِ ينظرُ إلى متاعِ غيرِهِ”.
” سلُوا اللهَ علمًا نافعًا، وتَعَوَّذُوا باللهِ منْ علمٍ لا ينفعُ”.
” أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل، خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ له من أربعٍ، ومِن أعدادهن من الإبل”.
” إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”.
” مَن تعلَّم علمًا مما يبتغى به وجهُ الله عز وجل لا يتعلَّمه إلا ليصيب به عرَضًا مِن الدنيا، لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة”.
” لا حسَدَ إلَّا في اثنتيْنِ: رجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا، فسلَّطَهُ على هلَكتِه في الحقِّ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ الحِكمةَ، فهوَ يقضِي بِها، ويُعلِّمُها”.
” سيأتيكُم أقوامٌ يطلبونَ العِلمَ فإذا رأيتُموهم فقولوا لَهُم مَرحبًا مَرحبًا بوصيَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واقْنوهُم”.
” نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ منَّا حديثًا فحفِظَهُ حتَّى يبلِّغَهُ غيرَهُ فرُبَّ حاملِ فقهٍ ليسَ بفَقيهٍ ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منهُ”.
” إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا”.
آيات قرآنية تحث على العلم
لقد اعتبر الإسلام العلم على أنه فرض كفاية، فعلى الإنسان أن يتعلم عن كل مناحي حياته، حيث لا يستغني عن أي شق منه، سواء في العلوم الطبية، الشرعية، الفلكية، المادية والدنيوية.
كل شيء ينبغي له البحث والاطلاع عليه وتعلمه، مما سيخرج أمة صالحة مدركة لمجريات الحياة، وعلى قدر كافي من الوعي لمواجهة تحديات جسيمة، ومما جاء من قول الله تعالى للحث على العلم:
” وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ” سورة النمل: 15.
” أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” سورة الزمر: 9.
” بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ” سورة العنكبوت: 49.
” فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” سورة طه 114.
” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” سورة الجمعة: 2.
” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” سورة فاطر: 28.
لا يفوتك أيضًا: حكمة مدرسية عن العلم للإذاعة المدرسية
أهمية العلم في حياة الإنسان
كلما تقدم الزمن تقدم العلم معه وتطورت تقنياته في مختلف العلوم، كما تتولد علوم جدية متنوعة، واختراعات تسهل من حياة البشر، ومنذ قديم الأزل قد أدرك الناس أهمية العلم في الحياة، وما له من فضل كبير لتسهيل حياة البشر، ومما جاء عن أهميته:
رفع مستوى المعيشة | فهو النواة الأولى والأساسية في توفير احتياجات البشر الأساسية وتحسين مستوى معيشتهم. |
التخلص من البطالة والفقر | الحرص على تعلم الأفراد يضمن لهم مستقبل مشرق في حياتهم الوظيفة وغير ذلك. |
تفسير الظواهر العلمية | وتفسير الاكتشافات العلمية، والظواهر الطبيعية مما يساهم في حل مشكلات عصرية مختلفة. |
توفير حياة صحية | يساهم في اكتشافات أنواع علاجات متنوعة، مما يحد من الآلام وتجنب الأمراض قدر الإمكان والوقاية منها |
في الختام، فقد عرضنا عدة آيات قرآنية عن الاجتهاد في طلب العلم، وفضله والحث عليه، كما بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح مدى قدره وأهميته بالنسبة للإنسان بل وثوابه عليه.