مفهوم القبيلة في علم الاجتماع

مفهوم القبيلة في علم الاجتماع

إن مفهوم القبيلة في علم الاجتماع يأتي على أنها مجموعة من الناس ينتمون إلى جد أعلى، أو نسب واحد، أو حلف قبلي، وكل قبيلة تتكون من بطون وعشائر، يتحدث أفراد القبيلة لهجة مميزة تخصهم، ويؤمنون بثقافة وعادات متجانسة، لذا نختص بالتركيز خول توضيح مفهوم القبيلة وشروط قيامها وخصائصها وكل التفاصيل الخاصة بها.

مفهوم القبيلة في علم الاجتماع مجموعة تنتمي لنسب واحد
طبقات المجتمع القبلي تسلسل هرمي لانتظام مظاهر السلطة
طبقة الشيوخ تملك الدور القيادي في القبيلة
طبقة الوجهاء القائمون بمهام شيخ القبيلة عند غيابه
طبقة الفرسان دورهم هو حماية القبيلة
طبقة العامة يقومون بالأعمال الاقتصادية
طبقة الخدم الموالين للعشيرة

 شروط قيام القبيلة

وضع علماء الاجتماع شروط أساسية يجب توافرها لقيام القبيلة وهي كالتالي:

  • الاستقرار المكاني في بقعة محددة جغرافيًا.
  • عاطفة الجماعة التي تجعل أفراد القبيلة يجتمعون على مبادئ محددة.

لا يفوتك أيضًا: الردادي وش يرجع وما هو أصل تلك القبيلة ؟

 معلومات هامة عن القبيلة

هي وحدة متكاملة اجتماعًيا تتفاعل بها الأبعاد الثقافية، السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، ومن أهم المعلومات حولها:

مفهوم القبيلة في علم الاجتماع

  • تعتبر من أقدم النظم الاجتماعية في التاريخ الإنساني.
  • تتميز بانتظام الواجبات والحقوق المترتبة على الأفراد والجماعات الفرعية.
  • بدأت بالانحسار بعد ظهور تنظيمات اجتماعية جديدة وخاصة التي تتعلق بالسياسة وتقوم على مفهوم المواطنة والوطن.

 خصائص التنظيم الاجتماعي القبلي

هناك عدد من الخصائص الأساسية لكل قبيلة، والتي تميزها وترسم شخصيتها العامة بين مختلف القبائل الأخرى، وهي كالتالي:

  • وحدة المكان والثقافة واللغة، فأفراد القبيلة يستخدمون لغة واحدة تميزهم عن غيرهم، ولهم حيز مكاني معترف به.
  • وحدة النشاط الاقتصادي للقبيلة الواحدة والمتمثل في تربية الحيوانات والاستفادة من منتجاتها، أو بعض الأنشطة الأخرى منها التجارية.
  • تقوم الحياة الاجتماعية على كثرة الترحال والتنقل تبعًا لظروف المناخ والغذاء.
  • الاعتماد في تأمين غذاء الحيوانات على الموارد الطبيعية.
  • الشعور بالانتماء والمصير المشترك والهموم المشتركة، حتى وإن كان هناك تبعثر مكاني، فالارتباط العشائري يقوم مقام المكان لأهل الريف والحضر.
  • أبناء القبيلة الواحدة ينتظمون في عدة عشائر تتفرع منها بطون ثم أفخاذ ثم حمولات ثم أسر ممتدة ثم أسر صغيرة.
  • اقتران الحياة الاجتماعية بالصراع على استثمار المكان، فعند الجفاف ونقص الموارد يبدأ البحث عن مكان أفضل، ويمكن أن تتنافس قبيلتين على ذلك المكان ويحدث بينهما صراع.
  • تعتبر القوة معيارًا أساسيًا للتفاخر والتفاضل بين القبائل، أو بين الأفخاذ والبطون في القبيلة الواحدة.

[ref]https://www.britannica.com/topic/tribe-anthropology[/ref]

 السلطة الاجتماعية وطبقات المجتمع القبلي

تتميز الحياة العشائرية بانتظام مظاهر السلطة بتسلسل هرمي، شيخ القبيلة هو الزعيم الذي يمثلها في علاقاتها مع التنظيمات الاجتماعية والقبائل المختلفة، ويحظى بالتقدير والاحترام وهو ما يجعله مؤهلًا للزعامة بكل ما تحويه من مسؤوليات وصلاحيات.

ويقوم الوجهاء بمساعدته في تنظيم الشؤون الخاصة بالقبيلة، فهم يمثلون الأفخاذ والحمولات والبطون التي تتفرع من العشيرة الواحدة، وتأخذ السلطة غالبًا نفس التسلسل في كل المستويات الأقل، وتتمثل مستويات وطبقات لسلطة الاجتماعية بها في التالي:

أولًا: طبقة الشيوخ

هي من أهم الطبقات وترجع أهميتها إلى الدور القيادي الذي تقوم به تجاه القبيلة، فطبيعة الحياة القبلية من الترحال والتنقل.

وتحدي الظروف المحيطة مثل التصدي للعدوان والغزوات، والبحث عن الكلأ والماء وكل ما يتطلبه استمرار القبيلة، يفرض وجود قادة أقوياء لديهم القدرة على التفاعل مع المستجدات بشكل يضمن الانتظام في عملية تكامل الفعاليات والنشاطات، وغالبًا ما يتولى شيوخ القبائل أو النائبون عنهم مسؤولية قيادة القبيلة.

لا يفوتك أيضًا: أفخاذ قبيلة حرب بالكامل وأشهر فروع حرب

ثانيًا: طبقة الوجهاء

مفهوم القبيلة في علم الاجتماع

هم أشخاص يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية وخبرة تجعلهم مؤهلين أن يقوموا بمهام شيخ القبيلة في قيادة القبيلة أثناء غيابه، كما أنهم على معرفة بفروع القبيلة وبطونها وأنسابها.

وهم كذلك يمثلون تلك الفروع والبطون، ويتفاضلون في كفاءاتهم وأعمارهم بحسب التجارب الخاصة التي يتميز بها كل منهم.

ثالثًا: طبقة الفرسان

هم أشخاص لا يتمتعون بنفس خبرة الوجهاء، وهذه الشريحة تضم مجموعة من الفرسان المسؤولين عن المهام المتعلقة بحماية القبيلة وما ينحدر منها من فروع.

وتكون هذه الطبقة في الغالب أساسها الشباب، وذلك لما يمتلكون من صفات القدرة على المثابرة والقوة وتحمل الصعاب والشدائد التي تواجههم أثناء صد الغزوات والهجوم على القبيلة، أو ما تقوم به القبيلة من غزوات إزاء الآخرين.

رابعًا: طبقة العامة من أفراد القبيلة

هذه المجموعة تضم أشخاص لم يعودوا قادرين على القيام بالمهام الخاصة أو مجابهة الصعاب، ويقوم هؤلاء غالبًا بالأعمال الاقتصادية التي تتعلق بتربية ورعاية الحيوانات.

وتأمين الإنتاج الرعوي بكل أشكاله المختلفة، والذي يؤثر على شدة بأس القبيلة وقوتها من جهة، وفي تأمين احتياجات الأسر من جهة أخرى، وذلك من خلال الالتزامات العينية والمالية التي تفرضها عليهم القبيلة.

خامسًا: طبقة الخدم

تضم هذه الطبقة مجموعة من الموالين للعشيرة لا تعود أصولهم الاجتماعية إليها، وهم يمارسون بعض الأعمال المتممة بحسب طاقاتهم ومهاراتهم، ومن أسباب تواجدهم:

  • أساليب الشراء والبيع التي انتشرت في الماضي.
  • الوقوع في الأثر نتيجة الغزوات وتحول الأسير لعبد لعدم القدرة على التحرر.
  • منها هروب أشخاص قاموا بأفعال تخالف العرف العشائري مما يعرضهم للعقاب، ولجوئهم لعشائر أخرى طلبوا الحماية من زعمائها في مقابل عملهم بخدمتهم لأجل ما.

 أجيال القبيلة وتحول الفروع إلى أصول

تتكون القبيلة من أجيال وبطون وأفخاذ، حيث إن الكثير من القبائل المشهورة حاليًا والتي يقدر أفرادها بالملايين لم تكن على مثل هذا الحال في فترة سابقة، ومن مظاهر ذلك:

  • من الممكن أنها كانت أحد بطون القبيلة الأم أو أحد أفخاذها.
  • لكنها اليوم أصبحت قبيلة لها أفخاذها وبطونها وفروعها المتعددة، وذلك بسبب ازدياد عدد أفرادها.
  • أصبح مفهوم القبيلة يتصف بالنسبية، على سبيل المثال قبيلة العنزة، فهي اليوم ليست نفسها قبل مائة عام، ولن تكون نفسها بعد مائة عام.
  • كذلك نلاحظ تحول الحمولة بالجيل الأول لفخذ بالجيل الثاني، وفي الجيل الثالث تتحول إلى بطن وفي الرابع إلى قبيلة.
  • مما أدى إلى الخلط في التفريق بين البطن والفخذ والعشيرة.
  • فيطلق على العشيرة بطن أحيانًا، والفخذ يطلق عليه حمولة أحيانًا أخرى وذلك تبعًا لانقسامها وتفرعها وسرعة انتشارها.

 القبيلة ومظاهر الاستقرار الاجتماعي والسكاني

يعتبر النظام الاجتماعي الذي قامت القبيلة بالحفاظ عليه خلال حقبة زمنية طويلة، هو استجابة للعديد من العوامل السياسية والثقافية والاقتصادية المحيطة به.

ولكن التحولات الحالية لمختلف مجالات الحياة، وتطور استخدام وسائل الاتصال واستخدام التقنيات الحديثة والأشكال المختلفة لنمو الإنتاج.

قد ساهم في هدم دعائم العشيرة أو القبيلة وفرض عليها مظهرًا وشكلًا جديدًا من التنظيم الاجتماعي لم يكن معروف لديها في الماضي، ويتمثل ذلك في التالي:

  • أصبح من ينتمون للقبيلة يقيمون في المراكز الحضرية والمدن، ويمارسون أعمالهم في العقارات، التأمين، المال والتجارة.
  • صار لأبنائها تنظيماتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، ولهم ممثليهم في مجالس الشورى والبرلمانات.
  • وهذا الأمر الذي أصبح يهدد الكيان السياسي والبناء الاجتماعي للقبيلة.
  • وبالرغم من ذلك فإن أبناء القبيلة لم يستطيعوا التحرر من سلطة روابط العشيرة التي تربوا عليها.
  • أخذت الروابط العشائرية تؤثر في أنماط السلوك السياسي والاجتماعي لديهم، وباتت تؤثر في الأداء الوظيفي للأفراد بالمؤسسات العامة.

لا يفوتك أيضًا: الشلاحي وش يرجع هل تنتمي إلى قبيلة مطير ؟

 عادات القبيلة

هناك بعض العادات والتقاليد التي يتميز بها المجتمع القبلي عن غيره من المجتمعات وهي كالتالي:

  • الزواج المبكر للشباب والفتيات، حيث يكون عمر الزواج للشباب بين 15 إلى 20 عام، والفتيات بين 11 إلى 15 عام.
  • قلما يتزوج أفراد القبائل العربية خصوصًا من العشائر الأخرى.
  • كرم الضيافة للوافدين وحفاوة الاستقبال بصرف النظر عن المستوى المعيشي أو المادي للمستضيف.
  • من كرم الضيافة أنه يجب تقديم القهوة ثلاث مرات للضيف قبل السؤال عن حاجته.
  • إطعام الضيف ودعوته للمبيت والذبح على شرف مجيئه.
  • الحروب طويلة الأمد حيث تستمر لأكثر من 1000 يوم، ويرجع ذلك لانتهاج الأفراد عادة الثأر فالحرب لا تنتهي إلا بوقوع أعداد كبيرة من الجرحى والقتلى من كلا الطرفين.
  • من أشهر الحروب بتاريخ القبائل العربية يوم ذي وقار، وحرب البسوس، وداحس والغبراء.
  • العصبية القبلية للأقارب وأولي الرحم.
  • الخضوع لقوانين صارمة شديدة تستمد من العادات والتقاليد والأعراف والثقة المطلقة بالمحاكم القبلية والقضاة لدى الجميع.
  • مجمل هذه القوانين يصب في الحفاظ على المقومات الثلاثة للشرف وهي المال، والدم، والعرض.

 ختامًا، فقد انتهينا من مقالنا عن مفهوم القبيلة في علم الاجتماع، ووضحنا به مفهوم القبيلة وشروط قيامها، خصائص المجتمع القبلي وطبقاته وعادات وتقاليد القبيلة وكل المعلومات الهامة عنها.

إغلاق