قيام الليل والاستغفار أثرا على حياتي بشكلٍ إيجابي في العديد من الجوانب لا سيما عندما داومت عليه فكان لهذه العبادات فضل كبير في الدنيا والآخرة وأجر عظيم عند الله، لذا وددت أن أشارك جربتي لكي تعم الفائدة على الجميع مع توضيح بعض المعلومات التي يجب على كل مسلم الإلمام بها.
فضل قيام الليل والاستغفار
بدأت تجربتي مع قيام الليل والاستغفار عندما كنت أمر بفترة صعبة من حياتي نفسيًا وماديًا واجتماعيًا، فقد كنت عاطلًا عن العمل لفترة طويلة ولم تكن هناك أي فرصة أمامي، مما أثر علي بالسلب.
لم تكن لدي الطاقة النفسية للمداومة على الصلاة فما ظنك بصلاة القيام ولكن الذكر لم يكن يفارق لساني أبدًا لا سيما الاستغفار، فقد كنت دائم التضرع إلى الله بطلب الرحمة والمغفرة.
بدأ حرصي على الاستغفار عندما سمعت إمام المسجد في خطبة الجمعة ذات مرة يقول إن الاستغفار له فضل كبير على حياة المسلم وبعد مماته وعند الحساب وله أجر عظيم عند الله، كما أكد الشيخ على أن النبي كان حريصًا على الاستغفار كما ورد في السنة المشرف.
كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ. قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. حديث صحيح رواه الإمام مسلم.
عندما ضاق بي الحال لم أجد إلى الله لكي ألجأ إليه وقد شعرت بالحياء الشديد عندما أدركت أنني دائم الاستغفار والدعاء بإيجاد عمل مجزي دون أن أكون ملتزمًا في صلاتي.
بدأت المداومة على الصلاة ومن ثم صلاة الحاجة وأخيرًا وجدت راحة كبيرة في صلاة القيام كل ليلة ووجدت حلاوة الإيمان في قلبي التي لا تضاهيها حلاوة، حتى وجدت إحدى الشركات التي قد أرسلت لهم سيرتي الذاتية منذ فترة أرسلت لي بريدًا إلكترونيًا.
تتضمن الرسالة القبول في الوظيفة وإشعار بضرورة القدوم بعد ثلاثة أيام لتسلُم العمل، بكيت من السعادة وتأكدت أن الأخذ بالأسباب دون التضرع إلى الله بالعبادات والطاعات والدعاء الصادق لن يكون مجديًا، ومهما حققت من نجاحات دون توفيق الله فلا قيمة لها.
تعرف على: تجربتي مع الاستغفار وقت السحر
أهمية قيام الليل والاستغفار لفك الكرب
من أجمل جوانب تجربتي مع قيام الليل والاستغفار أنني قد وجدت كنزًا يغفل عن فضله الكثير من المؤمنين إلى جانب الوصول إلى غايتي وانفراج أزمتي وفك كربي.
لم أكن أؤدي صلاة القيام إلى في رمضان بشكل روتيني دون استحضار القلب كل ما كنت أعلمه عنها أنها من الصلوات النافلة، ولم أكن أعلم أنها بفضل الله تحقق المعجزات.
نحن دائمًا بحاجة إلى الله ولكن نشعر بذلك بقوة عند أوقات ضيق الرزق أو الخوف أو الحاجة الملحة لأم من أمور الدنيا، حيث تضيق الدنيا بما رحب ولا يعد للإنسان ملجأً إلا إلى الله.
بدأت تجربتي مع قيام الليل والاستغفار عندما مررت بواحدة من الأزمات النفسية المعضلة نتيجة الفشل في بعض المساعي الاجتماعية والمهنية، وما كان مني إلا أن لجأت إلى أبي لكي أستشيره في الأمر.
نصحني والدي بأن ألزم الدعاء آناء الليل وأطراف النهار وألا أفوت ليلة واحدة دون صلاة القيام، حتى ولو ركعتين، وبعد الدعاء والقيام نصحني والودي بالكثير من الاستغفار بنية خالصة قبل النوم بنية تفريج الكرب والوصول إلى الغايات.
كانت تجربتي مع قيام الليل والاستغفار مثمرة حيث نفذت نصائح والدي لبضعة أيام وكان الفرج من الله عاجلًا، حيث انفرج همي وبورك في مالي وعادت علاقاتي مع المحيطين إلى مجرياتها السابقة.
منذ ذلك الحين وأنا لا أفوت يومًا واحدًا دون هذه السنن العظيمة عن نبينا العظيم مما جعل حالتي النفسية تتحسن وأصبحت أرى حقيقة الحياة من منظور أكثر اتزانًا.
تعرف على: تجربتي مع الاستغفار لإنجاب الأطفال
تجربتي مع سيد الاستغفار
أنا فتاة في العشرينات من عمري كنت أمر بفترة صعبة من الناحية النفسية والعاطفية بعد فسخ خطبتي من شاب ذو منصب مرموق وكان بيننا قبولًا لا بأس به، الكثير من صديقاتي وقريباتي أكدن بأن الأمر مرتبط بالحسد.
لم أكن أعلم ما هي أفضل طريقة للتخلص من هذه الحالة النفسية السلبية، وكنت لا أرغب في بدأ الإرشاد والتوجيه النفسي لأنه أمرٌ مشين في الوسط الذي أعيش فيه، حتى لجأت إلى أحد المشايخ عبر الإنترنت وقد جعله الله سببًا في هدايتي إلى الطريق القويم.
قال الشيخ أن علي بسيد الاستغفار لأن له فضل عظيم في الدنيا والآخرة و، كما أنه هو سنة عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وعندما قرأت الحديث انشرح صدري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ.
قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ. حديث صحيح، رواه البخاري.
عند الالتزام بهذا العلاج النبوي الروحي وجدت أنني أصبحت يقينًا بالله وإيمانًا بقدره سبحانه وتعالى، ولم أعد أصاب بالفزع في كل أزمة تصيبني أو تصيب عائلتي، كما أن والدتي نصحتني بقيام الليل لكي يكتمل العلاج الرباني.
تعرف على: تجربتي مع دعاء رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين للزوج
تجربتي مع المداومة على قيام الليل
أنا طالب جامعي في العشرين من عمري كنت أعاني من صعوبات شديدة قبل مواعيد الاختبارات السنوية ولم أكن أجد حلًا فعالًا لهذه المشكلة، على الرغم من أنني استذكر دروسي بشكل دوري إلى أنني كنت دائم الشرود والتفكير بخوف في يوم الاختبار.
في إحدى الأعوام الدراسية الصعبة في مسيرتي الجامعية وبينما كنت ساهرًا لكي أراجع دروسي وجدت أن أخي الأكبر يقرأ القرآن وعندما دخلت حرجته وجدته قائمًا يصلي في غير موعد صلاة.
بالحديث معه بعد الانتهاء والسؤال حول الغرض من الصلاة في هذا الوقت المتأخر من الليل أخبرني أنها صلاة القيام وأنه قد تعلمها من صديقٌ له مؤخرًا وأن لها مفعول المعجزات في استجابة الدعاء وتحقيق الأمنيات.
ما كان مني إلا أن دخلت معه في اليوم التالي ووجدت لذة في قلبي لم أشعر بها منذ يوم ولادتي، وعندما نزلت إلى السجود خرت الدموع من عيني ووجدت لساني ينطق لا إراديًا بالدعاء الغزير.
اعتدت أنا وأخي على صلاة القيام يوميًا حتى وجدت أنني أتخلص تدريجيًا من الشعور بانعدام الثقة في عقلي وفي علمي، ولم أعد أشد كثيرًا في كل امتحان أو أثناء المذاكرة.
بعد الدخول في هذه الحالة القلبية والروحية العظيمة زادني الله يقينًا به وحرصًا على جميع الصلوات الفرائض منها والنوافل، حتى تخرجت وتصدرت قوائم ترتيب دفعتي الدراسية، وما كان مني في كلمة التخرج إلا أن أشكر أخي الذي اهداني أغلى هدية في هذه الدنيا.
من خلال تجربتي مع قيام الليل والاستغفار وجدت أن هاتين العبادتين حقًا لهما تأثير أشبه بالمعجزات في الكثير من أمور الحياة النفسية والمادية والاجتماعية، إلى جانب أن الاستغفار له فضلٌ كبيرٌ في الدنيا وفي الآخرة.