كم من مرة قُلت أحبك لقريبك، أو صديقك، أو حبيبك؟ هل تُصدر بالقدر ذاتِه؟ بالطبع لا؛ حيث يختلف مقدار الحُب تجاه من نكنّ له المشاعر السامية، فللحُب درجات مُتعددة، تبدأ عند الرجُل بالإعجاب، وتنتهي بالتيمم.. فهل تعرف كافة الدرجات وما شعرت به؟
درجات الحب والعشق عند العرب
الحُب يعني الانسجام والتعلُق، والتوافق بين الطرفين على التواجد بجوار بعضهما البعض، يُشعران بالسعادة والاستقرار النفسي.. وصُنف 14 درجة لمشاعر الحُب:
1- الهوى
الميل الأول تجاه شخصٍ آخر، عُرف أن الهوى هو الانجذاب والسقوط، فما إن ترى فتاة أحلامك تشعُر بالانجذاب الشهواني، ولكن لا تمتلك القلب بالكامل.
أي برغم ما عُرف بالحُب من النظرة الأولى، إلا أنه ليس أقوى أنواع الحُب، ففيها يبدأ الحب بالنمو ولكن بوتيرة سريعة.. وأيضًا يزول بذات السُرعة.
لا يفوتك أيضًا: جمال نساء القبائل السعودية.. وصفه وأسراره
2- الصبوة
ما بعد الإعجاب يبدأ الشعور بالشوق في التسلل، فهي المرحلة التي يغمرها التغزل بين الجنسين، وكلاهُما لا يُعيران الاهتمام لبعضهِما، فيتصرفان مهما كان سنهما على أنهما مُراهقين طائشين، لكن يظل الود مُتبادل بينهُما.
3- الشغف
هي بداية الحُب من القلب، فيزداد وَجْده للطرف الأخرى، يسعى كثيرًا لتُلامس المشاعر قلب الآخر، لا يستشعر سوى رغبته في إشباع العاطفة، والتعلُق والرغبة في استكمال الحياة بجوارِه.
4- الوجد
بعد تسلل الشغف والهوى إلى القلب، لا يتمكن العاشق من التوقف عن التفكير في الطرف الآخر، وإن كان بعيدًا يُسيطر عليه الحُزن لعدم تيممه به هو الآخر.
5- الكَلَف
هي مرحلة التحمُل برغم التعب، فيصل فيها العاشق إلى سيطرة المعشوق على القلب والعقل، فيُنهك من كثرة التفكير.. ويبدأ في التفكير بخطوة البدء.
6- العشق
الإفراط في الحُب والشهوة، فالحُب قد وصل إلى مرحلة مُتقدمة اقترب من ذروته، يُسيطر على قلبِه، ويرى أنه جميل في كافة حالاتِه، يُعمى عن عيوبه.
7- النجوى
“النجاة”، مرحلة يرى فيها العاشق أن معشوقه طوق النجاة له، يستمع له ويُشاركه كافة آلامه، لذا عُرِفَت أنها المرحلة الأكثر حزنًا لتعلقهما ببعضهما لا سيّما عند صعوبة جماعهما مرة أخرى، فيشعُر بالألم كُلما فكرّ فيمن آسر قلبِه.
8- الشَّوق
يُطلق هذا المُصطلح عند شدة الاشتياق لشخصٍ ما، وفي هذه المرحلة يصل العاشق إلى السفر بالقلب والعقل والوجدان لِمن آسر قلبِه وتيمم به آملًا أن يجمعهما الله.
9- الوصب
يصل إلى حدِة المشاعر والشوق لحبيبه، فلا يستطيع سوى التفكير فيه ويتسبب في حُزنه.. فمرحلة الوصب هي ثبات الألم، يسكُن العاشق منزله دون خروج وكأنه مريض فعليًا، إلا أنه مُتيم بحبيبه وما باليد حيلة!
10- الاستكانة
يصل العاشق إلى مرحلة من الخضوع والاستسلام لِمن آسر قلبِه دون نقاش، لا يرغب سوى الاستمرار معًا، وهُنا يصل إلى الاستكانة برضا دون إبداء أي اعتراض، وكأن المراحل السابقة من الحُب ما هي سوى معارك مع القلب للسماح للمعشوق بأن يفعل ما شاء.
11- الود
قد مرّ العاشق بالحُب والحُزن والألم والضعف والسعادة واللهفة من حُبِه، ولكن هذا للوصول إلى مرحلة الود.. أنقى المشاعر وأرقاها، فتكون صافية وكلاهُما قادران على المواجهة والاعتراف.
12- الخُلة
إن مشاعر الحُب يربُطا الشهوة، فهي فطرة في البشر، لكن في هذه المرحلة يرى المعشوق أن حبيبه هو الونيس له في الحياة لا غيرِه، لا يراه بشهوانية كما المراحل السابقة، بل إنها مشاعر صافية سعيدة.
13- الغرام
هو التعلُق بقدر لا يُمكن التخلُص منه، الحُب الشديد الذي تملك القلب، ويُقال عنه: “عذابٌ لازم وشرٌ دائم“، أي برغم الحُزن والعيوب في كلاهُما، إلا أن مشاعر الحُب هي المُسيطرة وجميلة.. عذاب مُستساغ.
14- الهيام
جنون العِشق، يصل الحُب إلى ذروته حقًا، مشاعر كثيرة ومتنوعة لكنها جميلة، يصل كلاهُما إلى مرحلة النضوج، وينفجر العاشق هيامًا.
لا يفوتك أيضًا: أسئلة بين شخصين حبيبين للتعارف عن الحب
درجات الحب والعشق في الإسلام
هو أسمى معاني الحُب، ليس كغيره من المشاعر، بل إنه يحمل معاني عِدة محمودة مثل الصدق والشفافية والأمانة.. كحُب الله لعبدِه، والعبد لربِه، والرسول، والأهل، لهذا له ثلاث درجات:
1- الدرجة العُليا
- حب الله تعالى.
- حب الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حب الجهاد في سبيل الله.
الإيثار من الله لعِباده المُخلصين المُتقين، هو الحُب الإلهي، أرفع درجات الحُب وأفضلها مكانة، فبها تعلوا مكانة الإسلام والمؤمن.
لأن المرء مهما بلغ من المكانة المرموقة والقدرة على تحمُل المسؤولية إلا أنه يبقى في حاجة إليه تعالى، فلهذا كان حُب الله أعلى الدرجات.. المُعين الذي يُبعده عن ارتكاب المعاصي، ويُقدر له الخير.
أمّا عن الرسول فلا بُد من الاقتداء به، فهو من عُصِم من الخطأ، ومن شأنه إعانة المُسلم على عدم الوقوع في الرذائل، علاوةً على الصفات الحميدة التي تنشر الخير في كافة الأرجاء.
2- الدرجة الوسطى
تكمُن في العاطفة التي تسكُن القلب والمشاعر في النفس الإنسانية؛ للروابط التي تربطنا بغيرنا من الأناس؛ كالعقيدة، والنسب، وصلة الرحم، والصداقة.. جميعها روابط توثق المحبة والمودة بين كافة الأطراف.
لذا كانت الشريعة حريصة على الاهتمام بمحبة الوالدين، والأزواج، والمُسلمين، وأن يُعين المُسلم أخاه، وحرم الهجرة لأكثر من ثلاثة أيام، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيالٍ“.
3- الدرجة الأدنى
- الظالمين الذين تسببوا في أذى الرسول صلى الله عليه وسلم، وعادو الإسلام.
- مُرتكبي الفواحش والمعاصي والذين يشيعون الخطيئة والفتن في بلاد المُسلمين.
- من انساقوا وراء شهواتهِم، والأشرار من البشر بشكلٍ عام ليس أمام الدين فقط.
- إن قُدم حُب المال أو الزوجة، أو الأولاد على الله ورسوله.
وقوعهم في الدرجة الأدنى كان لحث الشريعة على أن يتخلص المُسلم من المشاعر المؤذية واِتباع الأوامر الإسلامية، وعدم مُعاداة من سبق ذكرهم آنفًا!
لا يفوتك أيضًا: 18 من أسئلة محرجة ساخنة للحبيب والحبيبة
ما الفرق بين الحب والعشق؟
عند وجود علاقة تربط شخصين معًا، يُطلق عليها “علاقة حُب”، برغم وجود العديد من المُرادفات الأخرى التي أوضحت درجات الحب والعشق.. وبرغم أن العشق مرتبة في الحُب، وكلاهُما ينبعان من العاطفة القوية.
إلا أن الحُب قائمًا بذاتِه، يُحب المرء ويأسر قلبِه له دون تحديد شكل، على عكس العشق الذي يصحبه الشهوة والميل الجسدي لطرفٍ آخر، وثمَّة فروقات بينهُما:
وجه المقارنة | الحُب | العشق |
بماذا يُعرف؟ | حالة وجدانية، فتتبادل العواطف
والوداد والمودة. |
الإفراط في المشاعر، فيزداد
تعلقًا بمن آسر قلبِه من البداية. |
الاستقرار العاطفي | به استقرار لنضجهما الكافي في
التوازن بين المشاعر. |
ليس به استقرار؛ لعدم وجود التوازن المعقول في المشاعر. |
الغيرة | تبقى الغيرة الطبيعية المعروفة. | تتحول إلى شك وترقب دؤوب. |
النهاية | تنتهي العلاقة بشكل سليم ويُعيد
كلاهُما ترتيبات الحياة مرة أخرى. |
لا يضع النهاية في حساباتِه
ويسعى جاهدًا لعدم انتهاء العلاقة، وقد تصدر منه أفعال خاطئة. |
أيهما أقوى الحب أم العشق؟
إن درجات الحُب تُبين وجود احتمالية تسلُل الفتور إلى العلاقة، والقدرة على التخلي وبدء حياة جديدة، على عكس العشق الذي يتعلق العاشق بمحبوبه رافضًا طرح فكرة النهاية.
لذا نجد أن العشق أقوى من الحُب، لكن ما زال الجدال دائرًا دون إيجاد الرأي الصائب في الأعمق بين الحُب والعِشق.
في نهاية الحديث حول درجات الحب والعشق جميعنا وقعنا في مصيدة الحُب، لكن لا يُطلق اللفظ على كافة علاقات، فمن شأن الإعجاب أن يكون له مُسمى آخر مثل “الكراش” كما يُطلق في عصرنا، بينما العرب وجد ألفاظ بدرجات مُختلفة للحُب.