ما هو سبب الجاثوم في الإسلام؟ وما هي طُرق التخلص منه؟ يُعتبر الجاثوم من الأمور المُفزعة التي تبُث في قلب الإنسان الرهبة مما يتسبب عنه الشعور بالضيق والحُزن، ويُمكننا القول بأن الجاثوم هو عبارة عن شعور يعتري الإنسان بين النوم واليقظة.
يشعر فيها الإنسان بأنه على قدر كبير من الوعي لِمَا حوله ولكن على الرغم من ذلك فهو غير قادر على الحركة، ويستمر هذا الشعور لمدة ثوانِ معدودة لا يستطيع فيها الحركة أو النطق، الأمر الذي جعل الكثير من العُلماء يُطلقون عليه مُصطلح “شلل النوم”.
ما هو سبب الجاثوم في الإسلام
لم يتعرض القرآن الكريم والسُنة النبوية لذكر مُصطلح الجاثوم بصورة مُباشرة، ولكن على مر العصور السابقة وفي مُختلف الحضارات اختلفت المُعتقدات حول مُصطلح الجاثوم وكيفية حدوثه، حيثُ اعتقد البعض بأن الجاثوم هو عبارة عن مُجرد كوابيس عابرة.
بالإضافة إلي اعتقاد البعض بأنه جن يتلبس الإنسان أو ما هو إلا مسّ شيطاني قوي، ولقد بُنيت هذه الظنون وفقًا للوحة التي قام برسمها الفنان الأنجلوسويسري هنري فوسيلي في عام 1781 ثُمّ قام بعرضها على الناس في عام 1782.
ولقد نالت هذه اللوحة شُهرة واسعة غير مسبوقة لغيرها من اللوحات المطروحة في تلك الحقبة من الزمان، والتي تحتوي على صورة امرأة تذهب في نومٍ عميق ويجلس فوق صدرها كائن قبيح الشكل.
من الجدير بالذكر التعرُض لرأي عُلماء الغرب حول هذا الموضوع حيثُ ذكروا بأن الجاثوم ما هو إلا مُجرد شهوات مكبوتة.
ورغم كل هذه المُعتقدات حول هوية الجاثوم وعن ما هو سبب الجاثوم في الإسلام إلا أنَ الجاثوم ما هو إلا حالة فيزيولوجية ذات تفسير علمي بحت يُصاب بها أكثر من 50% في العالم وهي غير مُتعلقة بالسن أو الجنس وخِلافه
يشُعر الإنسان من خلالها بالخوف وأن هُناك شخص ما يراقبه لإلحاق الضرر به ويكون ذلك على الأغلب في الثُلث الأخير من النوم، ومن المُمكن أن تستمر هذه الحالة من ثوانِ معدودة إلي 20 دقيقة، وفي أغلب الحالات يتم التخلص من هذا الشعور من تلقاء نفسه ولكن في بعض الأوقات لا يمكن التخلص منه إلا من خلال مُقاطعة شخص آخر له بلمسه أو بإصدار صوت يُساعده على التغلب على تلك الظاهرة ، وليست تلبُسًا من الجن أو غيرها من الأقاويل المزعومة.
يُمكننا من خلال تلك السطور القادمة الحديث عن ما هو سبب الجاثوم في الإسلام بشيء من التفصيل:
- نقص كمية الأكسجين من المُخ.
- عدم التمكن من نيل قسط وفير من النوم.
- عدم قدرة الإنسان على تنظيم فترات نومه.
- تعاطي الأقراص المُهدئة للعضلات والأعصاب.
- إصابة الإنسان ببعض الأمراض كارتفاع درجة الحرارة.
- إصابة الإنسان بالقلق المُزمن إثر تأهبه لأمر ما أو خوفه من حدث سوف يكون له تأثير كبير على شئون حياته.
- الاستقاء على الظهر أثناء النوم.
- الضغوطات العصبية والنفسية التي يمُر بها الإنسان في حياته كالاكتئاب والاضطراب ثُنائي القُطب واضطراب الهلع واضطراب ما بعد الصدمة.
- تعاطي كم كبير من العقاقير والأدوية.
- القيام بأكل الأطعمة الدسمة قبل الخلود إلي النوم بفترة وجيزة.
- النوم على البطن لفترات كبيرة.
- تناول الوسائل التي تُساعد على إذهاب العقل مثل المُخدرات.
أعراض الجاثوم
في نِطاق الحديث عن ما هو سبب الجاثوم في الإسلام يجب العلم بالأعراض المُقترنة بتلك الظاهرة أثناء النوم، ويُمكننا التعرف على هذه الأعراض من خلال ما يلي:
- عدم قُدرة الإنسان على التحكُم في عضلات جسده لثوانٍ أو دقائق معدودة، والتي يتم الإطلاق عليها مُصطلح “أتونيا“.
- شعور الفرد بالوهن والخمول، بالإضافة إلي عدم القُدرة على التحرك أو النُطق.
التعرُض لبعض الحالات من الهلوسة أثناء استمرار هذه الظاهرة، وتنقسم الهلوسة إلي 3 فئات:
(هلوسة الدخيل التي تنُم عن التخيُل لوجود شخص في الغُرفة يريد إلحاق الضرر بالفرد، هلوسة ضغط الصدر والتي يُمكن اقترانها بهلوسة الدخيل، هلوسة المحرك الدهليزي والتي يمكن أن تنطوي على الشعور بالنزوح عن الجسد أو الطيران).
تابع من هنا افضل دعاء للميتة بالرحمة والمغفرة
طُرق التخلص من الجاثوم
بعد التعرُف على هوية الجاثوم وعن ما هو سبب الجاثوم في الإسلام يجب الآن التعرُف على الطُرق التي يُمكن من خلالها التخلص بشكل نهائي من الجاثوم أو كما يُقال “شلل النوم”.
حيثُ ذكر دوماتش أنّ هذه الظاهرة التي تعتري الإنسان من المُمكن أن يتلاشاها من خلال التنظيم لأوقات نومه مع القيام ببعض الأنشطة التي تساعد على التقليل من حِدة التوتر والقلق.
مُضيفًا لقوله بأن هذه الظاهرة لا تتطلب المُعالجة الطبية في حالة عدم اقترانها بأي أمراض أو ظواهر أُخرى، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة التي تعتري الإنسان أثناء نومه من الممكن تفاديها من خلال التحصين بالقُرآن الكريم والسُنة النبوية ويُمكننا إيضاح ذلك بشيء من التفصيل من خلال السطور التالية:
القراءة لأذكار النوم بشيء من التأني، حيثُ يفتتح قراءته بآية الكُرسي قائلًا: ﴿ اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيه وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾.
- قراءة سورة الصمد ومن ثَمَّ قراءة المعوذتين “سورة الفلق والناس” ويكرر ذلك ثلاث مرات.
- قراءة سورة المُلك قبل الخلود إلي النوم مُباشرة حتى يُمكن نشر البركة في نفس الإنسان المُسلم وشعوره بالهدوء والاسترخاء.
- تلاوة البعض من الأذكار والتي من أهمها “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” 3 مرات، “باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم” 3 مرات، ” باسمك ربي وضعتُ جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”، “اللهم خلقت نفسي وأنت تتوفاه لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية”.
من المُمكن أيضًا التطرُق إلي أهم النصائح التي تُساعد الإنسان على الابتعاد عن هذه الحالة، والتي يتم توضيحها كما يأتي:
- مداومة الفرد على روتين مُعين قبل خلوده إلي النوم مما يُعينه على الإحساس بالاسترخاء.
- الابتعاد عن كل ما يُسبب التوتر والقلق للفرد.
- النوم بقدر كافٍ وبصورة متواصلة لُمدة لا تقل عن سبع أو ثمان ساعات.
- القيام بعمل جدول زمني للاستيقاظ والنوم يتم الالتزام به بصورة يومية.
- الحد من وجود الضوء المُزعج والضوضاء المُثيرة للتوتر والقلق.
- الحرص على متوسط درجة الحرارة الخاصة بغرفة النوم للفرد، فتكون بعيدة عن الجود البارد المُثير للقلق والجو الحار أيضًا.
- عدم تناول الأطعمة الدسمة في الفترة التي تسبق الخلود إلي النزم مُباشرة، مع إمكانية اللجوء لتناول الوجبات الخفيفة مثل تناول ثمرة وشُرب مشروب ساخن.
- تهيئة جسم الإنسان وعقله على البُعد عن كل مُسببات القلق والتوتر لذا يجب الحرص على البُعد عن المحل الذي يُمكن مُمارسة الأعمال أو الدراسة به.
- القيام بتهيئة السرير الخاص بك ولوازمه المُريحة لك.
- وضع الأجهزة الإلكترونية على بُعد من موضع السرير الخاص بك بما في ذلك الهواتف المحمولة.
شاهد من هنا تجربتي مع دعاء الاستخارة
بعد الحديث عن موضوع ما هو سبب الجاثوم في الإسلام يجب التنويه بطبيعية هذه الظاهرة وعدم اقترانها بأي أمور خارجة عن المألوف، والتي تقتضي أن يكون المُسلم على قدر كبير من الوعي حتى يتمكن من التصرُف بحكمة مع هذه الظاهرة والتغلُب عليها، وألا يدع القلق والرهبة من التمكُن منه.