في خطوة طال انتظارها نجحت مصر أخيرًا في تحقيق طفرة زراعية تاريخية بزراعة محصول البن محليًا، وذلك بعد عقود من المحاولات والأبحاث العلمية، وتأتي هذه الإنجاز كنتيجة لجهود مستمرة قادها مركز بحوث البساتين، وبخاصة محطة بحوث القناطر الخيرية، حيث تمكن الخبراء من تكييف شجر البن مع البيئة المصرية، مستفيدين من خبرات دول أخرى مثل اليمن.
مصر تنجح في زراعة البن للمرة الأولى
تاريخيًا كانت هناك محاولات متعددة لزراعة البن في مصر، لكن الظروف المناخية وعدم توافر التكنولوجيا المناسبة حالت دون نجاح تلك المحاولات
وبفضل العلم والإصرار تغير الوضع اليوم، حيث أعلنت الإعلامية فاتن عبد المعبود أن الأمر بدأ تاريخيًا مع دخول أشجار البن كهدية من اليمن، لكن المحاولات السابقة لم تثمر حتى اللحظة الراهنة، ومن خلال قبيلة نبين التفاصيل.
بدورها أوضحت الإعلامية عبيدة أمير أن النجاح في زراعة البن جاء ليتوج سنوات من الأبحاث مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعني بداية عهد جديد في صناعة البن المصري الذي بات ممكناً بنسبة 100% محليًا.
وأشارت إلى أن النجاح في هذا المشروع لن يقتصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي فحسب، بل سيساهم في توفير مبالغ طائلة كانت تُنفق سابقًا على استيراد البن.
من جانبه لفت الإعلامي أحمد دياب إلى أن الدولة كانت تنفق ما يقرب من 300 مليون دولار سنويًا لاستيراد حوالي 70 ألف طن من البن، ومع بدء الزراعة المحلية والخطة لتوسيع زراعة البن لتشمل حوالي 120 ألف شتلة في مختلف المحافظات
من المتوقع أن تقل هذه النفقات بشكل ملحوظ أما الهيئة العامة للاستعلامات فقد أكدت أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى وأن التوسع في زراعة البن سيشهد تنمية أوسع في المستقبل القريب، مما يعد بتحول كبير في سياسة الزراعة والاقتصاد في مصر.
إن نجاح مصر في زراعة البن ليس فقط نجاحًا زراعيًا أو اقتصاديًا، بل هو نجاح يحمل في طياته فخرًا وطنيًا، مؤكدًا على قدرة العقل المصري على تحقيق الاكتفاء الذاتي وفتح أفق جديدة للزراعة في البلاد، وبالإضافة إلى ذلك يمكن استكشاف عدة جوانب تتعلق بأهمية هذا الإنجاز وما يمكن أن يعود به من فوائد على القطاعات المختلفة في مصر.
تعتبر زراعة البن في مصر خطوة هامة نحو تنويع المحاصيل الزراعية، مما يسهم في تقليل الاعتماد على محاصيل تقليدية مثل القمح والأرز ويفتح المجال لزراعة محاصيل تجارية قيمة، ويبرز النجاح فيها الدور الكبير.
الذي يمكن أن يلعبه البحث العلمي في تحسين وتطوير الزراعة في مصر، والأبحاث المتعلقة بتكييف شجر البن مع البيئة المصرية تظهر كيف يمكن للابتكارات العلمية أن تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
مع تقليل الاعتماد على الاستيراد يمكن لمصر أن توفر العملة الصعبة وتعزز اقتصادها الوطني كما أن تطوير صناعة البن المحلية قد يفتح المجال لتصدير البن في المستقبل، مما يعزز من الدخل القومي.
ويمكن أن يسهم إدخال زراعة البن في خلق فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي والقطاعات المرتبطة به مثل التصنيع، التسويق، والتوزيع، وبالتالي تحسين الظروف المعيشية للعديد من الأسر المصرية.
اطلع على: هل تصبح مصر أكبر اقتصاد في أفريقيا عام 2027 ؟ ؛ صندوق النقض الدولي يوضح