هل اللبوس يفطر في نهار رمضان

هل اللبوس يفطر في نهار رمضان

هل اللبوس يفطر في نهار رمضان؟ وما هي مبطلات الصوم؟ فإنها تتعدد ما يثير الريبة في نفس المؤمن من أن يفسد صيامه وهو لا يفطن لهذا، إذ إنها كبيرة من الكبائر.

اللبوس يفطر في نهار رمضان

تباينت وجهات نظر العلماء في هذه القضية، وهذا السائد في القضايا الفقهية.

الحنابلة يرون أنه غير مفسد للصوم، حتى لو كان يشوب ذلك  قطرات ماء.
الأحناف يصنفونه مُفسدًا للصوم، ويتعين على المسلم بعده القضاء.
الشافعية يرونه مفسدًا للصوم.
المالكية يعتقدون أنه لا يفسد الصوم، طالما لا يصل للمعدة.

السائد لدى جمهور العلماء في هذه القضية هو أنه لا يُفطر، لكنّهم ذهبوا إلى أنه يجب على المسلم أن يتحرى الدقة، ويلجأ إلى استخدام هذه الأدوية بعد الإفطار مباشرة إلى فترة السحور، كي يقي نفسه الشبهات والفتن.

لا يفوتك أيضًا: هل الكحل يفطر في نهار رمضان وما هو حكم استعمال الكحل

ما هي حدود الله في شهر رمضان؟

قال تعالى في سورة البقرة:

“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)”. [ref]سورة البقرة – الآية 187[/ref]

ما يعني أن الله حلل عدة أمور للمسلمين في هذا الشهر وقت الإفطار، رغم أنه منعها عليهم في وقت الصيام.

  • أحلّ الله الجماع، بعد أن كان محرمًا في بداية الإسلام، إذ كان يُحل فقط إلى العشاء، إلا أن الله وجد في ذلك مشقة على المسلمين، فخفف ذلك عليهم.
  • شرّع الله للمسلم أيضًا أن يأكل ويشرب من وقت المغرب إلى وقت بزوغ الفجر.
  • إلا أن الله سبحانه أكّد في نهاية الآية الكريمة، أنه لا يجوز أن يُجامع الرجل زوجته في العشر الأواخر من شهر رمضان إذا ما اعتكف المسجد.

لا يفوتك أيضًا: ما هي كفارة المفطر عمدًا في رمضان

مُبطلات الصيام

أولًا: الأكل

كل ما يصل عن عمدٍ إلى الجوف، ولكن هذا لا يتضمن الأكل سهوًا، إذ لا يُعتبر من المُفطرات بل يغفره الله ويكمل المرء صيامه.

فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفطَرَ في شهرِ رَمضانَ ناسيًا؛ فلا قضاءَ عليه ولا كفَّارةَ”.

  • ثانيًا: الاستقاء

أي القيء، لكن حين يكون عن عمد، بأن يضع الإنسان يده في جوفه حتى يخرج ما فيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

“من ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ”. [ref]الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن كثير | المصدر : إرشاد الفقيه | الصفحة أو الرقم : 283/1 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده اضطراب | التخريج : أخرجه أبو داود (2380)، وابن ماجه (1676)، وعبدالله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (10463) باختلاف يسير، والترمذي (720) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (3130) بن[/ref]

  • ثالثًا: الجماع والاستمناء

حرّم الله تعالى هذا في شهر رمضان كون الإنسان يصوم عن شهواته جميعها، ويكون المسلم قد أفطر سواء بإنزال أو دونه، لكن يمسك لبقية اليوم احترامًا للوقت، ولكن إذا ما حدث احتلام فلا يكون قد أفطر ولا يجب عليه قضاء.

أمّا المتعمد فيقع عليه القضاء، فقد ورد عن أبي هريرة: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، جاء إليه رجُلٌ، فقال: هلكتُ يا رسولَ الله، قال: وما أهلَكَك؟ قال: وقعتُ على امرأتي في رمضانَ، فقال: هل تجِد ما تُعتِقُ؟ قال: لا، قال: هل تستطيعُ أن تصومَ شَهرينِ مُتَتابِعَينِ؟ قال: لا.

قال: فهل تجِد إطعامَ ستِّين مسكينًا؟ قال: لا، قال: فمكَث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبينا نحن على ذلك، أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيها تمرٌ- والعَرَقُ: المِكتَلُ- قال: أين السَّائلُ؟ فقال: أنا، قال: خُذْ هذا فتصدَّقْ به.

فقال الرجُلُ: على أفقرَ مني يا رسولَ الله؟ فواللهِ ما بين لابَتَيها- يريدُ الحرَّتينِ- أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهلِ بيتي، فضحِك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ أنيابُه، ثم قال: أطعِمْه أهلَك”. [ref]الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1936 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1936)، ومسلم (1111)[/ref]

 

رابعًا: الحيض والنفاس والولادة

حين تحيض المرأة فإنها تترك الصيام، وإنما يجب عليها القضاء، فعن عائشة رضي الله عنها:

“سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ*. [ref]الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 335 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (321)، ومسلم (335).[/ref]

خامسًا: الجنون أو السكر

إن هذا بالطبع من مبطلات الصوم، فالعبادات ليست إلا لكل مسلم عاقل، حتى أنه يجب القضاء على من بقي في حالة إغماء طوال اليوم غير مدرك العالم من حوله، فإذا أفاق بعضًا من اليوم صح صومه.

إن مسألة ما إذا كان اللبوس أو غيره من الأدوية مفطرًا في نهار رمضان، لا تنم إلا عن مسلم يُراعي حدود الله تعالى وتعاليم دينه.

[ref]https://www.dorar.net/hadith/sharh/116[/ref]

إغلاق