يعرف الكثير من علماء السياسة والعسكريين مفهوم الحرب بأنها مظهر من مظاهر انهيار النظام الدولي الحضاري والحديث، فتعد الحروب من أهم القواعد التي شكلت عالمنا الحديث من خلال الآثار النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى أنها من أهم أسباب الثورة الصناعية؛ حيث أفرزت على مر السنوات الكثير من الاختراعات.
عناصر موضوع إنشاء عن الحروب
- مقدمة موضوع انشاء عن الحروب
- البدايات التاريخية للحروب
- أنواع وأشكال الحروب
- العوامل المسببة للحروب
- آثار الحروب على البشرية
- خاتمة موضوع انشاء عن الحروب
تحميل موضوع إنشاء عن الحروب PDF
مقدمة موضوع انشاء عن الحروب
معنى كلمة حرب في معجم المعاني أنها اقتتال بين فئتين مهما اختلفت الوسائل المستخدمة، أما في تعريف العلوم السياسية فإن الحرب هي نزاع مسلح بين دولتين أو بين تحالفات لها مصالح مشتركة تمثل كيانًا واحدًا، وغالبًا ما يكون الهدف من الحروب إعادة تنظيم الجغرافية السياسية.
البدايات التاريخية للحروب
تعد الحروب من أوائل الأنشطة الجماعية التي مارسها الإنسان وسجلها التاريخ لاسيما على جدران المعابد عند المصريين القدماء، كما يعد التاريخ العسكري خليطًا متجانسًا من عدة أحداث تاريخية جمعت أنماط بشرية مختلفة، حيث تندرج تحت مسمى الصراع أو النزاع.
قد تكون الحروب مبنية على أساس قبلي أو دولي حدودي وقد تصل إلى الحروب بين أمم ضخمة مثل الحرب العالمية، الجدير بالذكر أن النشاط العسكري البشري استمر منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا مع اختلاف أسباب وأنواع النزاعات.
يعتقد الكثير من المؤرخين أنه غالبًا ما كان هناك نزاع عسكري على مر التاريخ في مكان ما في العالم، والبعض الآخر يؤكد على عدم وجود دليل على وقوع الحروب في عصور ما قبل التاريخ، كما يرى البعض أنه حتى يومنا هذا توجد العديد من المجتمعات المسالمة.
عند الاطلاع على القانون الدولي العام نجد أن التعريف التقليدي للحرب هو ما يتمثل في النزاع المسلّح بين فرقتين، لذا فيشمل مفهوم الحروب أي نزاع قام بين طرفين في يوم من الأيام دون اشتراط عدد أو عدة.
حتى وصلت الحرب إلى أنها تضع نتائج حاسمة للخلافات الدولية المرتبطة بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية للكيانات المشاركة في الحروب، غالبًا ما يكون ذلك بعد أن فشل المفاوضات بالطرق السلمية.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن القدوة الحسنة بالعناصر PDF
أنواع وأشكال الحروب
- حَرْب الاستنزاف: من أنواع الحروب غير المباشرة، لكن تتمثل في ضربات متقطعة لجيش وعتاد العدو بهدف استنفاذ القوى والتقليل من موارده، وهذا ما حدث قبل حرب أكتوبر عام 1973 وقد تستمر هذه الحروب إلى عشر سنوات قبل وقوع حرب مباشرة.
- الحَرْب الإعلامية: هي من الحروب القديمة على عكس ما يعتقد البعض، لكن توافر التكنولوجيا في الأقمار الصناعية والإنترنت سهل كثيرًا من قيام مثل هذه الحروب بين أجهزة الإعلام في الدول المتحاربة، كما يستخدم الإعلام في نشر الدعاية السوداء وتثبيط همم الشعوب المعادية.
- الحرْبُ الباردةُ: هو صراع كيدي بين القوى العظمى ولا يكون على شكل القصف المباشر أو التدمير، ولكن يحرص كل طرف من الأطراف المتنازعة على أن يتفوق في الجوانب السلمية مثل المجال الدبلوماسي وتكوين حلفاء جدد والتفوق العلمي والحروب الاستخباراتية، وأشهر الحروب الباردة هي ما دامت لأكثر من 50 عامًا بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية.
- الحَرْب الشاملة: غالبًا ما تكون بواسطة سلاح نووي حيث يمتد التدمير فيها إلى المدن والمواطنين العزل والأطفال دون أي اعتبارات إنسانية بما في ذلك جميع المؤسسات المدنية.
- الحَرْب العالمية: تشتهر الحروب العالمية بالعديد من جهات النزاع على أهداف مختلفة، وفتح جبهات صراع متباعدة مما يتطلب إيجاد تحالفات لعمل توازن في القوى، وتودي هذه الحروب بملايين البشر إلى جانب الخسائر المادية والعينية.
- حَرْب العصابات: غالبًا ما يكون أحد أطراف هذه الحرب جنود نظاميين، والطرف الآخر أبناء شعب الدولة المحتلة أو ميليشيات مرتزقة، وتكون سياسة هذه الميليشيات غير النظامية في الحرب على أن يهاجموا العدو كلما سنحت الفرصة لذلك، من ثم يفرّون إلى مكان آمن وهكذا.
- الحَرْب الوقائية: تقوم الدولة أو الكيان بضرب الطرف الآخر تحسبًا لوقوع أي خطر داهم وهي بمثابة حرب دفاعية تهدف إلى حماية البلاد من الغزوات المحتمل وقوعها.
- حَرْب أهلية: يكون هذا النزاع المسلح بين طرفين من دولة واحدة، وقد يكون السبب في نشوبها اختلاف في الرأي أو اختلافات قبلية ومذهبية، وأحيانًا يكون السبب هو الأخذ بالثأر بين قبائل مختلفة.
- حَرْب خاطفة: تتمثل هذه الحرب في هجمة مفاجئة لا يستطيع العدو أن يتحكم في نتائجها أو يقلل الخسائر وقد تكون المعدات المستخدمة جوية أو برية، وتقوم على الهجوم الصاعق وغالبًا ما ترتبط بحروب الاستنزاف حتى تدمر معدات وموارد ضخمة في وقت قليل.
- حَرْب طائفية: هو مصطلح يطلق على الصراع المسلح فيما بين أبناء مذهبين أو طائفتين دينيتين مختلفتين، وغالبًا ما يكون هناك طرف ثالث خارجي يثير الفتن لتحقيق أغراض شخصية.
- حَرْب نفسية: ترتبط ارتباطًا كبيرًا بالحرب الإعلامية والاستخباراتية وتستهدف تثبيط روح وعزيمة الجنود والشعوب من خلال التأثير على معنوياته إعلاميًا، كما يسميها البعض حروب الجيل الرابع.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن قصة شاب فقير أصبح غني
العوامل المسببة للحروب
- الطبيعة والغرائز البشرية: على عكس ما يعتقد البعض أن الإنسانية كلمة تعبر عن التراحم والتكافل بين البشر، إلا أن التاريخ يؤكد على أن البشر يميلون إلى العنف والعدائية لاسيما في حال وجود تهديد محتمل مما يجعل حدوث الحرب أمرًا لا مفر منه.
- طبيعة نظام الحكم: بعض الأنظمة الفاشية أو الديكتاتورية المتطرفة تكون لديها نزعة أعمق لشن الحروب على الأمم المجاورة لها، وترى أن أمتها لا تقارن وأكبر دليل على هذا الفكر المتطرف هو أدولف هيتلر الحاكم الألماني الشهير الذي تسببت أفكاره في الكثير من الصراعات التي أودت بحياة ملايين البشر.
- الفكر السياسي والإيديولوجيات: أكثر ما يمثل خطورة على الشعوب هي المعتقدات الشائعة والخاطئة، لاسيما إن كانت سياسية تفضل وتؤيد الحرب أكثر من الطرق الآخر، لذا نجد العديد من خبراء العلوم السياسية والعسكرية يلومون الإيديولوجيا الفاشية، لأنها كانت السبب في الحرب العالمية الثانية.
- الخلافات الطائفية والدينية: الاعتقاد الديني من أكثر دوافع الإنسان وتشكل بواعث عدة في اتخاذ القرارات سواء في السلم أو الحرب، مما يدفع العديد من الأمم والشعوب بل وأبناء الديانة الواحدة في دول مختلفة إلى شن الحرب، إما لنشر الدين والإيمان أو للقضاء على الكافرين.
- مقتضيات النظام العالمي: كثيرًا ما تكون الظروف العالمية تؤول إلى أحداث فوضوية تضطر بعد الدول إلى القيام بالحروب الوقائية؛ لحماية مصالحها وتأمين شعبها والحفاظ على أمن الحدود من الكيانات الاستيطانية التوسعية.
- العوامل الاقتصادية والموارد غير المتجددة: غالبًا ما تكون الموارد غير المتجددة مثل الذهب قديمًا والنفط حديثًا محرك قوى للقوى المتنازعة عليها لإعلان الحرب، لاسيما إن كانت الدول التي تملك هذه الثروات لا تمتلك عتادًا عسكريًا ملائمًا لحمايتها، كما حدث في حرب العراق، كما أن الأراضي الزراعية الخصبة قديمًا كانت مثار نزاعات كبيرة في الحضارات القديمة.
آثار الحروب على البشرية
- وفاة ملايين الجنود والمدنيين العزل إلى جانب الآثار التي تنعكس على عائلاتهم بالفقر والتشرد وعدم وجود عائل.
- الإصابات الجسدية بين الأفراد مدنيين كانوا أم عسكريين، التي تكون نتيجتها إعاقات مستديمة مما يجعل عملية انخراطهم في المجتمع وسوق العمل مرة أخرى شبه مستحيل.
- تؤثر الحروب على الصحة النفسية للشعوب مما ينعكس على القدرة الإنتاجية بالسلب.
- الخلل العقلي لدى المشاركين في الحروب تمتد لفترات زمنية طويلة وتؤثر على قوة الموارد البشرية للدولة.
- تدمير المرافق ومؤسسات الدولة والهيكل الأساسي للبنية التحتية التي تشمل القطاعات الغذائية والرعاية الطبية والنقل والصرف إلى جانب تدمير محولات ومخازن الطاقة.
- تدمير الأهداف الاقتصادية التي كانت تسعى لها الدولة وعدم القدرة على التحكم في الأزمات الاقتصادية والتضخم.
- تشرد الكثير من الأسر بين الدول خوفًا من ويلات الحروب مما يتسبب في العيش غير الآدمي في مخيمات اللاجئين.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن الإخلاص في العمل وإتقانه
خاتمة موضوع إنشاء عن الحروب
الحروب من أقبح مظاهر النشاط الإنساني حضاريًا، على الرغم من أنها هي من شكلت الواقع الذي نعيشه اليوم على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. وحتى الجوانب العلمية ساهمت فيها الحروب بشكل كبير، كما أن الكثير من المجتمعات قد ابتلعت مجتمعات أخرى نتيجة النزاعات بينها.
حسب تقديرات شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أكدت أن هناك أكثر من بليون شخص عاشوا في أماكن متأثرة بالحروب، ونحو 60 مليون مواطن نزح عن وطنه خوفًا من أهوال الحرب.