الإسلام

ماذا يجب أن يحدث عند اقتتال طائفتين من المؤمنين ؟

ماذا يجب ان يحدث عند اقتتال طائفتين من المؤمنين ؟ تعد الصراعات بين الطوائف المسلمة من أكثر المشاكل التي تواجه المجتمعات الإسلامية في العالم، فكثيرٌ من النزاعات بين المؤمنين تؤدي إلى فتن واقتتال دموي ينتج عنها تدمير وخراب.

لذلك، يجب على المسلمين أن يفهموا بأنَّ حدوث الصراعات والنزاعات بين طوائف المؤمنين ليس بالأمر الذي يمكن تجاهله، بل على العكس يجب تحمل المسؤولية لإيجاد الحلول المناسبة والوسائل اللازمة لتفادي الاقتتال وتحقيق الوحدة والتآخي بين المسلمين.

في هذا المقال، سوف نتحدث عن الخطوات التي يجب اتخاذها عند حدوث اقتتال بين طائفتين من المؤمنين، وكيف يمكن للجميع المشاركة في تقديم الحلول المناسبة لإنهاء النزاع بأسلوب سلمي ومؤدي إلى الوحدة والسلام في المجتمعات الإسلامية.

قد يهمك أيضًا: من أول من سل سيف في سبيل الله ؟

ما يجب فعله عند اقتتال طائفتين من المؤمنين

  • عندما يحدث اقتتال بين طائفتين من المؤمنين، فإن هذا يعد ظلمًا كبيرًا.
  • وبالرغم من أن هذا العمل لا يجعل المؤمنين كفارًا، إلا أنه يتسبب في تدمير كل من الطرفين والأذى المترتب على الذريات والأموال.
  • لذلك، يجب التدخل والتصالح بينهم بإحسان وعدل، وبذل قصارى جهدنا لحل الخلافات بينهم وإنهاء النزاع بصورة سلمية.
  • إذا لم يكن التصالح ممكنًا، فعلى الإمام أن ينصف الباغي ويحكم على المتسبب في العنف، لإنهاء دائرة الظلم والفتنة.
  • ولنحرص دائمًا على حفظ الوحدة والسلم في المجتمع المسلم، وتجنب أي عمل يؤدي إلى التفرقة والتفكك.

وفي سياق ذلك ورد الآتي:-

قال الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [9]} [الحجرات: 9]

وَعَنْ عَرْفَجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ، عَلَىَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ» . الراوي : عرفجة بن أسعد | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 1852 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

ماذا يحدث في حالة عدم الإستجابة للإمام ؟

  • في حالة عدم استجابة الإمام لمطالب البغاة، يجب معالجة الأمر بحكمة وعدل.
  • البغاة لهم ثلاث حالات مع الإمام، الأولى هي أن يكفوا عن القتال بعد شرح الأمر لهم من قبل الإمام.
  • أما الحالة الثانية فيستمروا في القتال، فتلك الحالة يجب قتالها لإخماد فتنتهم.
  • وفي الحالة الثالثة، إذا لم يتم حل المشكلة ولا يزال هناك ظلم وتمييز، فينبغي على البغاة الصبر وعدم الخروج على الإمام.
  • يجب أن نفكر دائما في إيجاد الحلول السلمية والمناسبة لحل المشكلات وتجنب العنف والحروب التي قد تسبب المزيد من الدمار والخسائر.

وفي سياق ذلك ورد الآتي:-

عن حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله إِنّا كُنّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللهُ بِخَيْرٍ، فَنَحْنُ فِيهِ، فَهَل مِنْ وَرَاءِ هَذَا الخَيْر شَرّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلتُ: هَل وَرَاءَ ذَلِكَ الشّرّ خَيْرٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلتُ: فَهَل وَرَاءَ ذَلِكَ الخَيْرِ شَرّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلاَ يَسْتَنّونَ بِسُنّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إنْسٍ» قَالَ قُلتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطعْ». الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 1847 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أمِيرِهِ شَيْئًا فَليَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». متفق عليه.

ما الفرق بين المحاربين والبغاة ؟

  • يمكن أن نفرق بين المحاربين والبغاة بـ طريقة واضحة؛ فـ المحارب يخرج في طريق الفساد والعصيان، ويسعى لـ تحقيق أهدافه الشخصية بـ غض النظر عن تأويل الدين.
  • أما الباغي فـ هو يحارب وفقاً لـ تفسيراته الخاصة لـ الدين، ويستخدم القتال والنهب لـ تحقيق مصالحه.
  • وفي حالة القبض على المحارب، يقام عليه حد الحرابة ويُرد ما أخذ من مال، بينما في حالة القبض على الباغي وعدم توبته، لا يُرد ما أخذ من مال إلا إذا تم العثور عليه بالضبط.
  • ويُعتبر البغاة جماعة مُسلحة تسعى لـ تحقيق مصالحها الشخصية، بينما قاطع الطريق ليس لديه هذه الجماعة المسلحة ولا يستخدم القتال والنهب في تحقيق أهدافه.

ملحوظة: جاء كل ما سبق ذكره أعلاه ذكره إستنادًا على كتاب موسوعة الفقه الإسلامي 

قد يهمك أيضًا: كم مرة ذكرت كلمة الجنة في القرآن الكريم ؟

في ختام معرفة ماذا يجب أن يحدث عند اقتتال طائفتين من المؤمنين عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة، يجب على المؤمنين أن يتذكروا أن الإسلام دين السلام والمحبة والتآخي، ولا يجوز لهم أن يقاتلوا بعضهم البعض بـ سبب الخلافات والاختلافات.

على العكس، يجب أن يتعاونوا مع بعضهم البعض لـ حل الخلافات بـ طرق سلمية ومن خلال الحوار والتفاهم. يجب أن يكون الحفاظ على الوحدة والتآخي بين المؤمنين هو الأمر الأول والأخير، وأن يكونوا دائماً على استعداد لـ تقديم الصلح والتسامح.

لا يجوز لـ أي طرف أن يستخدم العنف والقتال كـ وسيلة لـ حل الخلافات، وعليهم أن يتجنبوا الوقوع في فخ الانقسامات التي تؤدي إلى الدمار والخراب. لـ نتحلى بـ الصبر والحكمة والتسامح، ولـ نعمل جميعاً على بناء مجتمع يسود فيه السلم والمحبة والتعاون.

زر الذهاب إلى الأعلى