هل يجوز الطلاق من الزوج الكذاب المخادع ؟

تعددت أسباب الطلاق في الوقت الحالي.. فقديمًا كان يستمر الزواج حتى لو كان الزوج به عيوب تضر الزوجة، وعلى الرغم من كونه أبغض الحلال إلى الله، إلا أنه يعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، فيكون مستحبًا أحيانًا، أو جائزًا، ومندوبًا في أحايين أخرى.

حكم الطلاق من الزوج الكذاب

كذب الزوج على زوجته في الأمور الشخصية أو المادية من الأسباب التي تُتيح الطلاق بينهما؛ لأن الكذب في الأساس مُحرم شرعًا، ويكون أشد حُرمة إذا تم بناء الزوج على كذب وخداع.

بناءً عليه.. يجوز الطلاق من الزوج الكاذب، ولا إثم في فطلبه، وذلك بسبب عدة أسباب منها:

• الخوف أن يتعلم الأولاد الكذب، فهي صفة مذمومة لا يجب على أحد أن يكتسبها.
• كذب الزوج من غير سبب يدل على أنه شخص فاقد الثقة في نفسه وفي الأشخاص الموجودين حوله.

فالزواج في الأساس يجب أن يقوم على الثقة المتبادلة بين الطرفين وإذا تم اكتشاف كذب إحداهما على الآخر.. ينهار هذا الزواج

إلا أنه يجب الزوجة نصح زوجها أولًا، ومساعدته في التخلص من هذا الكذب، وإذا وجدت الزوجة من زوجها أنه يتقبل النصيحة ويريد فرصة في تغيير نفسه فعليها مساعدته والتخلي عن الطلاق.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز للزوجة الأولى طلب الطلاق بسبب التعدد

متى يجوز كذب الزوج على زوجته؟

يجوز كذب الرجل على زوجته لأجل ألا يتسبب في حُزنها، وكذا الكذب لأجل مصلحة بين الزوجين.

فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

” ليس الكذَّابُ الذي يُصْلِحُ بينَ النَّاسِ فيقولُ خَيرًا، أو يَنْمِي خَيرًا، قالتْ: ولم أسمَعْهُ يُرَخِّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ مِنَ الكَذِبِ إلَّا في ثلاثٍ: الإصلاحِ بينَ النَّاسِ، وحديثِ الرَّجُلِ امرأتَهُ، وحديثِ المرأةِ زَوْجَها.” الراوي: أم كلثوم بنت عقبة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الأدب المفرد | الصفحة أو الرقم: 297 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

لا يفوتك أيضًا: هل المسيحي الشهيد يدخل الجنة ؟ وهل يجوز الترحُم عليه

حكم تكذيب الزوجة لزوجها

إذا كانت الزوجة تقوم بتكذيب زوجها من دون دليل فهذا غير جائز شرعًا، وعليها أن تراجع نفسها؛ لأن ذلك قد يتسبب في زعزعة الثقة والعلاقة بين بعضهم البعض وهذا بدوره سيتسبب في إنهاء الزواج؛ بسبب كثرة المشاكل بينهم وبين بعضهم البعض.

فالزواج يقوم على التوافق بين الرجل والمرأة وعلى الصدق من جهتهم.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد

الكذب في الإسلام

الكذب من الأمور المحرمة شرعًا، بل إنه من الكبائر، ولا يجوز الكذب في الإسلام إلا في حالة الضرورة مثل حل المشاكل أو مصالحة المتخاصمين، أو في حالة وجود مصلحة تعود بالنفع عليه لن تحصل إلا بالكذب.

حيث حذرنا رسول الله من الكذب فقال:

“عليكم بالصِّدقِ فإنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ وما يزالُ الرَّجلُ يصدقُ، ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ صدِّيقًا وإيَّاكم والكذبَ فإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ العبدُ يَكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ كذَّابًا.” الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: الالباني | المصدر: صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 1971 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

على الرغم من كون الطلاق أبغض الحلال إلى الله.. بيد أنه شرعه مصلحةً للزوجين، حين استحالة العشرة بينهما، واستمرار الكذب والخديعة بين كلاهما.