يتوجب على المرأة المطلقة الالتزام بكافة الشروط المتواجدة في الدين الإسلامي خلال فترة عدتها، فقد خصّ لها الشارع الحكيم أحكامًا خاصة لأجل صيانتها والحفاظ عليها، منها إلزامها بيتها حال عدتها.
حكم خروج المطلقة في العدة
الأصل أن المطلقة لا يجوز لها الخروج من بيتها حتى تنقضي عدتها، وذلك لقول الله عز وجل:
” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ …” [ الطلاق: 1]
بيد أن العلماء قد فرقوا بين المطلقة طلاقًا بائنًا، والرجعية.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الطلاق من الزوج الكذاب المخادع ؟
1- المطلقة طلاقًا بائنًا
- فإنها تعتد في بيت زوجها أو في بيت أبيها، أي كيفما تريد.
- قد روي عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه- أنه قال: (إذا طلقت الزوجة البتة، فإنها تأتي المسجد والحق كله لها، ولا تقدر البيت فغير بيتها حتى تنتهي عدتها).
2-المطلقة طلاقًا رجعيًا
- في حالة كان الطلاق رجعي، اختلف العلماء، فقال البعض أنها كالمتوفى عنها زوجها، لا يحق لها الخروج في الليل إلا لضرورة، ويجوز لها الخروج نهارًا لحاجة.
- وذلك لعموم قول الله تعالى: “ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ…”
- بينما قال البعض أنه يجوز لها الخروج مطلقًا مثلها كباقي الزوجات، وقالوا إن معنى قول الله (ولا يخرجن) أي لا يخرجن خروج مفارقة، ولا يقصد به الخروج العادي، وهو القول الراجح.
- بناءً على ذلك.. يجوز للمرأة المطلقة أن تخرج من بيتها في العدة للعمل، ما دامت تخرج نهارًا.
هل يجوز خروج المطلقة في العدة لحضور مناسبة؟
- أجاز بعض العلماء خروج المعتدة من طلاق أن تخرج للعرس، إلا أنها لا تتزين، ولا يجوز لها أن تبيت في غير منزلها.
- فيجوز لها الخروج إذا كانت الحفلة قريبة من البيت الذي تسكن به المطلقة والطريق مأمونة.
- إن كان الأفضل لزومها بيتها إلى أن تنقضي عدتها.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز للزوجة الأولى طلب الطلاق بسبب التعدد
هل يجوز خطبة المطلقة في فترة العدة؟
أجمع العلماء على عدم جواز التصريح بالخطبة للمعتدة، ولا فرق في ذلك بين المعتدة من طلاق بائن أو رجعي.
أما التعريض بالخطبة، فيفرق فيه بين الطلاق البائن والرجعي:
1- في الطلاق الرجعي
- لا يجوز التعريض بالخطبة في الطلاق الرجعي، لكونها لا تزال زوجة رجل آخر.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم:
(وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحا)(البقرة/228).
2- في الطلاق البائن
- إذا كان الطلاق بائنًا بينونة كبرى، أو كانت تعتد من وفاة ولا يعد هناك أمل في رجوعها إلى زوجها الشرعي، فإنه يجوز التعريض بالخطبة، ولا يجوز التصريح.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم:
“وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا…” (سورة البقرة: 235)
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز دفع كفارة اليمين للجمعيات الخيرية
ضوابط عدة المرأة المطلقة
- الالتزام بالبيت خلال فترة العدة وعدم الخروج منها إلا عند الضرورة.
- ليس مسموحًا بالمبيت في غير بيتها في فترة عدتها، ولكونها لا تزال على ذمة زوجها.
- في حالة كانت المرأة المطلقة حاملًا: فتكون عدتها حتى تضع مولودها، إذا حدث الطلاق وهي في الشهر الأول من الحمل فتكون عدتها حتى تضع حملها، وإذا طلقت وهي في الشهر التاسع ووضعت مولودها في اليوم التالي من طلاقها فيتم انتهاء فترة عدتها بمجرد وضع حملها.
- لا يحق للمرأة المطلقة الزواج خلال فترة العدة.
- المرأة التي لا تحيض عدتها ثلاث أشهر.
لطالما راعى الإسلام المرأة، ووضع لها أحكامًا خاصة، حفاظًا عليها وصيانة لها، حتى أن الله عز وجل قد خصّ سورة في القرآن بها.
