عندما تضيق بالعبد الدنيا، ويشتد به الحال، فإنه لا ملجأ ولا منجى له إلا أن يلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء، فإنه وحده يعلم ما أهمّه، وقادر سبحانه على فك كربه وهمّه، لذا فإن عبادة الدعاء مقررة في كل وقت، في الفرح والفرج قبل الضيق والحزن، ونرى هذا جليًا في سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان كثيرًا ما يتضرع إلى الله بالدعاء في كل الأوقات.
دعاء رحلة الطائف
روى عبد الله بن جعفر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعد أن أعرض عنه أهل الطائف وكذبه دعا فقال: الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور الصفحة أو الرقم : 1/41 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
” اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان عليّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي…
…. أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.”
كان هذا دعاء الرسول في الطائف مكتوب، ولكن هذا الحديث ضعّفه الألباني وغيره، إلا أنه لما رُويّ من طرق عدة وكان الضعف فيه يسيرَا قال الجمهور بصحّته، وأخذ به ابن تيمية، كما استدل به ابن القيم كثيرًا في كتبه.
قصة هذا الدعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشتد أذاه من مكة وأهلها وتوفت أم المؤمنين السيدة عائشة وتبعها عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب، تجرأ عليه المشركين وأشتد عليه البلاء، لذا خرج إلى ثقيف بالطائف حتى يدعوا إلى عبادة الله عز وجل، إلا أنه لقي منه إعراضًا بالغًا وقسوة قلب.
فلقي أذى أكبر مما لقاه فتارة رموه عليه الصلاة والسلام بالحجارة، وتارة يستهزئون.
فخرج مهمومًا وضاقت به الدنيا فدعا ربه، حتى أن الله عز وجل أرسل إليه ملك الجبال فقال إنه أرسل من ربه ولو شاء عليه الصلاة والسلام أن يُطبِق عليهم الجبلين لفعل، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن قال:
” بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا.” الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : التوحيد لابن خزيمة | الصفحة أو الرقم : 111/1 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
لا يفوتك أيضًا: ادعية الرسول في شهر رمضان مكتوبة
أدعية لفك الكرب والهم
- يا رب إني أسألك بما وقع في صدري من ضيق وهم، أن تفرج كربي، وأن تجبر كسري وضعفي، اللهم إني أسألك المُعافاة بعد المرض، والسعة بعد ضيق، اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
- يا أرحم الراحمين، يا مجيب السائلين.. أسألك بكل اسم هو لك أن تغفر لي وترحمني وتدفع عني البلاء والحزن، اللهم أرح قلبي وادخل السكينة والفرح قلبي.
- يا رب إني عبدك.. عدل في حكم.. راض بقضائك وقدرك.. إن كان هذا البلاء تخفيف لذنبي ورفع لدرجاتي فارزقني الصبر ولا تحملني فوق طاقتي.
- اللهم ارفع غضبك وسخطك عني، ولا تأخذني بذنوبي، وأرح فؤادي، واصرف عني همي وحزني.
- يا من بيده ملكوت كل شيء ارحم عبدًا ضعيفًا نجاك.. فأنت أعلم بي مني، أسألك أن ترفع عني البلاء وتقيني شر الهموم والأحزان.
- يا رب المستضعفين.. يا إله السائلين ومجيب الداعين.. أنت العليم بحالي، بندباتي وأوجاعي، فيا رب خفف عني حزني ووجعي وأعني على تحمل أقدارك.
- يا عالم الغيب.. يا قادر على كل شيء، لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء اللهم أصلح لي حالي، وأرح فؤادي، وترفق بعبد ضعيف، أدعوك وكلي يقين أن ترفع عني حزني، وتكفيني مما ألمّ بي، اللهم أنت الملجأ وإليك المرجع، لا تردني خائبة.
- اللهم إن كان ما ألم بي بسبب ذنوبي فاغفرها لي.. وإن كان ابتلاءً واختبارًا منكم، فأنت رب كريم لا تحملني ما لا طاقة لي به، واغفر لي ذنبي ولا تمتني إلا وأنت راض عني.
- يا رب خارت قوتي.. ولا ملجأ لي إلا أنت.. فاللهم اصرف عني ما أنا فيه من ضعف وضيق، وارزقني الرضا بأقدارك، والصبر على اختبارك.. والموت في طاعتك ورضاك.
- اللهم إني أسألك بردًا وسلالمًا على قلبي، فاللهم ارفع عني حزني واكفني شر الهموم، اللهم إني وكلتك أموري كلها فيسري لي أمري واسعد قلبي.
- اللهم إني راضية بأقدارك، فلا تختبرني في أهلي وأحبتي فهذا ما لا طاقة لي به، اللهم اصرف عنا ما نحن فيه، وأرني الخير وارزقني من واسع فضلك.
- يا عالم الغيب.. يا من لا تخفى عنه خافية أنت تعلم بهمّ عجزت عن الصبر عليه، وضعفت قوتي على التحمل، فاللهم اصرف عني الهم والحزن.
لا يفوتك أيضًا: حديث يدل على محبة الرسول للأنصار
أفضل أدعية الضيق والحزن
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.
لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ
يا رب افتح لي بخير واختم لي بخير واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
اللهم لا تجعل لأحدنا علينا سُلطةً، ومتّعنا بعبوديتك، واجعلنا من عبادك الصالحين.
اللهم إن كان هذا الهمّ أو الغمّ تخفيفا لذُنُوبنا وسترا لعُيُوبنا؛ فخفّف الله عنّا هذا الغمّ، واغفر لنا ذُنُوبنا وعُيُوبنا.
اللهُمّ املأْ قُلُوبنا بخشيتك وحُبّك؛ فإنه متى ما مُلئت قُلُوبنا بحبّك؛ سُعدنا في الدنيا والآخرة.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
اللهم اصرف عنّا شرّ ما قضيت، ونجّنا من النّار، ومن خزي النّار، ومن كُل عملٍ يُقرّبنا إلى النّار.
اللهم اغثني، يا ذا العرش المجيد، يا فعالاً لما تُريد.
اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضى ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، اللهم املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهم اجعل طريقي مسهلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها.
يمكنك مشاهدة : إذاعة مدرسية عن الرسول محمد كاملة
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم خير ما يُحتذى به، إذ علّم أمته ولم يترك أمرًا إلا يبينه، كان الاقتداء به وترديد أدعيته أمر آكد، فقد دعا عليه الصلاة والسلام أحيانًا لأمته، وأحيانًا لشفاء المرضى، ومنه دعاء الرسول في الطائف حينما اشتد عليه الحزن.
كم عانى وتحمل في سبيل الدعوة.. وكم تحمل من الأذى وصبر فلم يرض بأن يدعو على أمته.. بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. فلا سبيل إلا الدعاء بلقاء يوم القيامة، وشربةً من يده لا ظمأ بعدها البتة.