تحليل عقلية الزوجة التي تجادل زوجها

الجدال هو سلاح ذو حدين قد يكون إيجابي وقد يكون سلبي وهذا يتوقف على نوع الجدال التي تعتمده الزوجة، فهُناك جدال بناء يعمل على تقوية العلاقة بين الطرفين

ويكاد يكون مطلوب لتبادل كلا الطرفين الأفكار فيما بينهم للتمتع بعلاقة عاطفية صحية، ولكن لا بُد أن يعلم الزوج الطريقة الصحيحة للتعامل مع الزوجة المُجادلة.

تحليل عقلية الزوجة التي تجادل زوجها

عادةً ما يُعرف أن الزوجة هي الطرف الذي يُجادل في العلاقة، و بغالب الأمر ينظر جميع الرجال في مجتمعنا أن هذا ليس سلوك جيد بل هو أهم أسباب تدمير العلاقة بين الطرفين

ولكن ليس معنى أن يكون للزوجة رأي أو رغبة مخالفة للزوج أنها هكذا تقوم بتدمير العلاقة.

على العكس تمامًا بل يكون أساس الجدال هُنا هو محاولة تعبير الزوجة عن رغبتها حتى لا تسمح للزوج بكبح تلك الرغبة حتى وإن لم يُنفذها لها، ولا يعني الجدال بالضرورة وقوع نزاع بل وسيلة تعبر بها الزوجة عن اختلاف وجهة نظرها مع الزوج.

مما تسمح بفتح باب للنقاش لكي يقتنع الزوج بوجهة النظر تلك ولكن هذا في حال كانت الزوجة تعتمد طريقة صحيحة في هذا الجدال، أي عندما يتحول الجدال لتحدي ونزاع والاعتراض على أي قرار يتخذه الزوج هُنا يكون الجدال مرضي بل ويكون السبب في القضاء على الحب وتدمير العلاقة.

هُنا يكون تفكير الزوجة غير صحي مما ينعكس ذلك على العلاقة الزوجية بالسلب.

لا يفوتك أيضًا: بوستات عن اهمال الزوج لزوجته والزوجة لزوجها

كيفية التعامل مع عقلية الزوجة التي تجادل زوجها

إليك أهم السُبل التي يستطيع الزوج اللجوء لها لكي ليتمكن من التعامل بشكل صحيح مع زوجته وإدارة هذا الجدال بشكل صحي.

الحرص على التعرف على سبب الجدال أي معرفة وجه الخلاف ومحاولة احتواء الموقف، وذلك من خلال محاولة الوصول إلى حل وسط يرضى به الطرفين.

• التعرف على السبب الرئيسي في وقوع هذا الجدال، ومعرفة إذا كان الأمر يستحق وصولها لتلك الحالة أو لا.
• أن يدرك الزوج أن كثير من السيدات قد يلجؤون للجدال لعدم اهتمام الزوج ولجذب نظره لهذا الأمر دون التحدث بشكل مُباشر في ذلك.
• يجب أن يتجنب الزوج الغضب حتى لا يتفاقم الموقف.
• يتخلى الزوج عن عناده، بل يتعامل مع زوجته وكأنها طفل وذلك من خلال قول بعض الكلمات اللطيفة فستجدها سرعان ما تتخلى عن هذا الجدال وستفعل ما تريده منها.
• النقاش ومشاركة الآراء وتعبير الزوج عن مدى حزنه ومضايقته من الجدال المستمر ورغبته في إقامة نقاش صحي لتبادل الأفكار معًا.
• التعرف على المشاكل التي تواجهها الزوجة.
• ألا تنسوا الود بينكم، فعند الغضب قد يتخذ الإنسان قرارات كثيرة ومتسرعة تجعله يتخلى عن صبره ويتخذ قرار غير سليم، لذلك في تلك الحالة يُفضل تذكر الذكريات والصفات الحسنة.
• إذا تطور أمر الجدال يُمكن أن يلجأ الزوج للعقاب الذي يُحدده الإسلام وهو الهجر قليلًا ولكن تجنب ألا يكون مُدة طويلة بل يكفي أن تكون مُدة كافية ليهدأ الطرفين، أو ضرب الزوجة ولكن ضرب غير مُبرج لا يُسبب الأذى.

لا يفوتك أيضًا: ما هي علامات كره الزوج لزوجته

أهمية الجدال بين الزوجين

عندما نتحدث عن مزايا الجدال نقصد الجدال الصحي البناء القائم على التفاهم وليس قمع الطرف الآخر، هذا النوع يعكس مزايا كثيرة على العلاقة الزوجية ومنها:

سلبيات الجدل بين الأزواج

بالرغم من تعدد مزايا الجدال ولكن لا شك أن الجدال غير الصحي يترتب عنه الكثير من السلبيات على الطرفين والعلاقة بشكل عام.

إذا كان الجدال قائم على الاعتراض على ما يقوله الطرف الآخر بشكل عام وليس بهدف تبادل الأفكار والآراء، يتسبب في توتر العلاقة بين الطرفين وانعدام مساحة المشاورة والنقاش فيما بينهم.

• زرع مشاعر الكره بين الطرفين ويترتب عليه انعدام المودة والرحمة بين الطرفين الذي هُم أساس العلاقة الزوجية وذلك لأن الزوجة تسعى لقمع الزوج وليس للنقاش الصحي.
• يتزامن مع الجدال رفع للصوت وردود غير مُلائمة وهو أمر نهى الإسلام عنه، فلا يُسمح للزوجة بأن ترفع صوتها على زوجها أو تُسيء له بأي من الألفاظ.
• أهم سلبيات الجدال هو فقدان الثقة بين الطرفين وذلك نتيجة لأن الزوجة لا تقتنع سوى برأيها وكذلك يكون الزوج متمسك برأيه مما يصل الأمر بالنهاية أي تنفيذ كُل طرف ما يهوى، وهذا ما يكسر حاجز الثقة.
• الجدال إحدى الوسائل التي تقضي على الحُب، وذلك لأنه يقضي على كل شيء جميل بتلك العلاقة بل تصبح العلاقة دائمًا متوترة وقائمة على الضغط والعصبية وعدم تحمل كُل طرف لشريك حياته.

لا يفوتك أيضًا: 16 سؤال من أسئلة لتقوية العلاقة بين الحبيبين أو الزوجين

حُكم الزوجة التي تُجادل زوجها

لأن علاقة الزواج بالأصل علاقة قائمة على المودة والرحمة والمشاركة بين الطرفين؛ فإن الجدال هو بمثابة خلل في العلاقة ولكن هذا يتوقف على سبب ونوع الجدال التي تقوم به الزوجة، فقدّ قال الله في كتابه العزيز.

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم / الآية 21.

فكما نعرف أن الأصل بالإسلام هو طاعة الزوج وعدم مُعاندته وبالتالي فإن جادلت الزوجة بشكل مُبالغ فلا بُد أن يُحاول الزوج اعتماد طُرق التعامل الصحيحة لتجنب وقوع المشاكل.

لكن عند النظر إلى حُكم الإسلام فإن تلك المرأة آثمة وهذا الأمر قد اجتمع عليه كافة الفقهاء، وذلك امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(لوأمَرْتُ أحدًا أن يسجُدَ لأحَدِ لأمرْتُ المرأةَ أنْ تسجُدَ لزوجِها) صحيح.

بالتالي فهذا يعكس مكانة الزوج الكبيرة في الإسلام ومدى أهمية عدّم معاندة وجدال الزوج لما ينعكس ذلك على العلاقة يؤدي لوقوع الخلل والخلافات بين الطرفين.

لكن مع الحرص على أن يحاول الزوج السيطرة على الأمر من خلال اتباع الطرق الصحيحة في التعامل وتجربة كُل شيء قبل اللجوء إلى العقاب.

الجدال قد يحدُث بين الطرفين هذا أمر طبيعي ولكن إن كانت العلاقة بين الطرفين قائمة على الجدال في كافة القرارات والأمور، هُنا تصبح العلاقة غير سوية وبالتالي يلزم أن يتخذ الزوج موقف لحل هذا الأمر.