يجب على كل مسلم أن يطلع على كافة أمور دينه؛ حتى يقوم بتأدية العبادات التي تقربه على الله مع حرصه الكامل على التقرب إلى الله دون الوقوع في أي أخطاء قد تبطل العبادة.
لبس الاحرام المطاط
المقصود بالإحرام في الإسلام هو النية في الدخول إلى العبادة أو النسك، سواء كانت في الحج أو العمرة، فمن الجدير بالذكر أنه توجد عدة أحكام وطقوس خاصة في حالة الإحرام، تتمثل في التلبية ولبس الإحرام.
يقوم المسلم بخلع ثيابه وارتداء الإزار والرداء باللون الأبيض، استدلالًا بالحديث الوارد عن ذلك:
(البسوا من ثيابكم البياض؛ فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وابن حبان في صحيحه.
كما لا يجوز له أن يلبس المخيط من الثياب أو ما يُفصل على الجسد، وللدلالة على ذلك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.
حيث قال:
“أنَّ رجلًا سأل رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم: ما يلبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيابِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم: لا تَلْبَسوا القُمُصَ، ولا العمائِمَ، ولا السَّراويلاتِ، ولا البَرانِسَ، ولا الخِفافَ”. الراوي: عبد الله بن عمر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1838 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
كما ورد عن ابن عبد البر رحمه الله قوله في ذلك: “لا يجوز لبس شيء من المخيط عند جميع أهل العلم، وأجمعوا على أن المراد بهذا الذكور دون الإناث”.
حيث ترتدي النساء ما تشاء ولم يفرض عليها أي نوع محدد من الثياب فقط في حدود ما يتوافق مع العورات الواجب سترها.
فهي ترتدي ما كانت تلبسه قبل الإحرام شريطة أن يكون ساترًا فضفاضًا لا يصف ولا يشف ومتوافق مع الضوابط الشرعية في الإسلام.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز لبس الإحرام للطواف فقط ؟
هل يجوز لبس الاحرام المطاط؟
يعتبر لبس الإزار المطاط في الإسلام جائز، وهذا فيما يتوافق مع جواز ربط الإزار وتثبيته سواء بحزام أو عن طريق ربطه، أو عن طريق المطاط فلا يوجد أي حرج في ذلك.
لكن لا يجوز أن يقوم المحرم بخياطة الإزار أو وضع أزرار له، حيث قد أشار الإمام الشيرازي في كتاب المهذب بقوله:
ويجوز أن يعقد عليه إزاره لأنه فيه مصلحة له، وهو أن يثبت عليه. وإن جعل لإزاره حجزة وأدخل فيها التِّكَّة واتزر جاز، وإن اتزر وجعل فوقه تكة جاز.
كما أكد ابن قدامة على ذات الكلام في قوله:
وليس للمحرم أن يعقد عليه الرداء ولا غيره إلا الإزار والهميان، وليس له أن يجعل لذلك زراً وعروة ولا يخلله بشوكة ولا إبرة ولا خيط، لأنه في حكم المخيط.
بصدد ما سبق يشير هذا إلى جواز ربط الإزار بالمطاط، لكن شرط ألا يكون مخيطًا، والقصد بالمخيط هنا هو ألا يقوم بتفصيل معالم الجسد.
ما حكم إحرام التنورة هيئة كبار العلماء
في هيئة كبار العلماء أجمع عدد من الفقهاء أن الإحرام بالإزار الذي يشبه التنورة جائز ولا حرج في ذلك ما دام لا يفصل معالم الجسد، حيث إن ما حرمه الله تعالى على الرجال في الإحرام هو كل ما تمت خياطته وبات يفصل الجسد.
لذلك يجوز تثبيت الإزار بحزام أو مطاط حتى لو كان على شكل تنورة، فأشار ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى أن الإزار يجوز خياطته ولا يوجد أي حرج في ذلك، وهذا بحسب ما يناسب ويرح كل محرم من أجل ثبيته.
فقال في ذلك:
“لا حرج، فلو أن الإنسان خاط الإزار ولبسه فلا حرج في هذا، حتى لو جعل فيه ربقة يشده بها؛ وذلك لأنه لم يخرج عن كونه إزارًا، والمشروع للمحرم أن يحرم بإزار ورداء.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يجد إزارًا فليلبس السراويل». قال: «إزاراً» ولم يقل: إزاراً ليس فيه خياطة، فإذا خاط الإنسان إزاره، ووضع فيه الربقة، وشده على بطنه فلا حرج في هذا، ونقول: لو كان معه جوال وجعل له مخبأً في هذا الإزار فلا بأس”.
لا يفوتك أيضًا: هل شرب الزعفران من محظورات الإحرام
هل يجوز لبس المخيط للنساء في العمرة؟
أجمع العلماء على أنه يجوز للمرأة في الإحرام سواء في أداء الحج أو العمرة أن تلبس المخيط، كما تلبس ما تشاء من الثياب، إذ أنّ لباس المرأة في الإحرام لم يستدل على أي شروط معينة خاصة به.
لذلك ترتدي نفس الثياب التي كانت تلبسها قبل الإحرام، بشرط أن تكون ساترة للجسد وتتوافق مع الضوابط الشرعية في الإسلام، بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تكون ملفتة للنظر، أو مثيرة للفتنة ولا تكون ثياب شهرة أو ما شابه ذلك.
حيث أشار ابن الباز رحمه الله تعالى إلى ذلك في قوله:
“ليس لها لباس خاص، فلو أحرمت في ثيابها العادية أجزأ ذلك، ولكن الأفضل أن تكون ملابسها ملابس لا تلفت النظر، ليس فيها شهرة وليس فيها زينة تلفت النظر، بل تكون ملابس عادية ليس فيها جمال يلفت أنظار الرجال، كالأسود السادة والأحمر السادة والأخضر ونحو ذلك الذي ليس فيه جمال يلفت الأنظار.
هذا هو الأفضل لها والأحسن لها، ولو أحرمت في ملابسها العادية جاز ذلك وصح ذلك، ولكن الأفضل لها أن تحرم في ملابس لا تلفت النظر، ليس فيها ما يسبب فتنة الرجال بها، هذا هو الأفضل لها، مع سترها ما قد يفتن من حلي أو غيرها”.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة ومن أين يحرم المسلمون
هل يجوز لبس ملابس داخلية تحت الإحرام؟
يعتبر لبس الملابس الداخلية للنساء جائز ولا حرج فيه، وهذا بسبب أن المرأة ترتدي نفس الثياب التي كانت تلبسها قبل الإحرام، فلا حرج في ذلك باتفاق جميع الفقهاء على هذا الحكم.
بينما اختلف الفقهاء في حكم اللباس الداخلي للرجال، الذي يطلق عليه العلماء اسم التبّان، والمعنى من ذلك الاسم أنه هو اللباس الذي يغطي العورة المغلظة في الرجل.
فقد ذهب بعض العلماء من أهل العلم والدين إلى أنه جائز على حد سواء كان من الضروريات أو غير ضروري، كما قاموا بالإشارة إلى أنه لا يوجد أي نص أو آية تشير إلى منع ارتدائه، ولم يدخل في الملابس المحرمة على الرجل المحرم.
في ذات الوقت الذي ذهب البعض من الفقهاء إلى أن ارتداء الملابس الداخلية غير جائز، بسبب أنها تدخل ضمن السراويل، والمعروف أن المخيط والذي يفصل جسد الرجل في الإحرام ممنوع.
لذلك أولى عندهم المنع في ارتدائه، حيث ورد عن ابن القيم قوله في ذلك:
قال المزني: الفقهاء من عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا وهلم جرّاً استعملوا المقاييس في الفقه في جميع الأحكام في أمر دينهم.
لذلك ذهب البعض من الفقهاء إلى عدم جواز ارتداء الملابس الداخلية للرجال.
الحج والعمرة من أهم المناسك التي ينعم الله بها على العبد، لذلك يحرص على أن يؤديها على أكمل وجه رغبتًا منه أن يتقرب درجات إلى الله تعالى، ولهذا يجب اتباع الأحكام الواجبة في الملابس حتى نبتعد عن الشبهات.