الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام، كما أنه عماد من أعمدة الدين، وحثنا الله عز وجل القيام بها في أوقاتها، وتُعتبر الصلاة هي الرابط الوثيق بين العبد وربه، ويتساءل بعض المسلمين عن جواز الصلاة أثناء الأذان؟ ويجب أن يتم استقاء هذه المعلومات من علماء الفقه الموثوقين بالدليل الشرعي من القرآن والسنة.
هل يجوز الصلاة أثناء الأذان
الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام وعمود من أعمدة الدنيا التي لا يمكن التخلي عنها، وحثنا الله عز وجل على القيام بها، لأنها الشيء الوحيد التي تربط بين العبد وربه، والتي يمكن للعبد من خلالها التحدث مع الله عز وجل.
قد اتفق العلماء على أن الصلاة جائزة عند سماع الأذان، وذلك لأن الأذان علامة على أن وقت الصلاة قد جاء، لذلك الصلاة في هذا الوقت جائزة ومُحتسبة بإذن الله، ولا يرفع الإمام الأذان في المساجد إلا عند التأكد من أن وقت الصلاة جاء.
كما يمكن للمرء أن يكبر تكبيرة الإحرام ويصلي من بعدها، ولا يشترط أن ينتهي المؤذن من قول الأذان، ولكن يسن أن يسمع المسلم الأذان في الأول وترديده من وراء الإمام، ثم القيام بالصلاة من بعدها، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
“إذا سمعتُم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثم سلوا اللهَ لي الوسيلةَ فإنها درجةٌ في الجنةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد اللهِ وأرجو أن أكونَ أنا ذلك العبدُ، فمن سألَ اللهَ لي الوسيلةَ حلّتْ عليه شفاعتي يومَ القيامة”.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الصلاة بدون إقامة ؟ وهل يجوز الصلاة بدون أذان
حكم الصلاة أثناء الأذان وقبل الإقامة
يُمكن أن يصلي المسلم في البيت بمفرده عملًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ويردد الأذان مع المؤذن عند سماع الأذان ويدعي الدعاء الذي حثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو
“اللَّهمَّ ربَّ هذِهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائمةِ، آتِ سيِّدَنا مُحمَّدًا الوسيلةَ والفَضيلةَ، وابعثهُ مقامًا مَحمودًا الَّذي وعدتَهُ” الراوي: جابر بن عبد الله | المحدث: الألباني | المصدر: فقه السيرة | الصفحة أو الرقم: 385 | خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ أخرجه البخاري دون قوله: إنك لا تخلف الميعاد شاذة لا تصح
من بعد قول هذا الدعاء يصح للمسلم أن يقيم صلاته، نظرًا إلى أن الصلاة تكون جائزة في حالة دخول وقتها، ومن الممكن أن يعقب المسلم دخول الوقت مباشرة بتكبيرة الإحرام ثم يباشر في صلاته.
لا يشترط أن ينتظر المسلم إقامة الصلاة في المساجد إذا كان سيقيم الصلاة في البيت، فيوجد بعض العلماء اتفقوا على أن هذا الأمر يكون أفضل في بعض الأوقات، وذلك لأن المسلم ممكن أن يتكاسل عن قيام الصلاة في حالة التأخير إذا ما كان سيقيم صلاته في البيت.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الحلف بالمصحف كذبًا عند الضرورة
دعاء سماع الأذان لمغفرة الذنوب
عند سماع الأذان يمكن للمسلم أن يبدأ في قول دعاء يغفر له جميع ذنوبه، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
“حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ له ذَنْبُهُ. قالَ ابنُ رُمْحٍ في رِوَايَتِهِ: مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ: وأَنَا أشْهَدُ ولَمْ يَذْكُرْ قُتَيْبَةُ قَوْلَهُ: وأَنَا”الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 386 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وسائل المحافظة على الصلاة
- ذكر الله ورسوله باستمرار، كما يجب الإكثار من الاستغفار والدعاء، والبعد التام عن الفواحش وتجنب المحرمات التي نهانا عنها الشرع.
- قراءة السنة النبوية وسير العلماء، وقراءة القرآن باستمرار والمواظبة عليه.
- أداء الصلاة فور سماع الأذان، بالإضافة إلى الابتعاد عن أي شيء يأخذك من صلاتك أو يلهيك عنها.
- اختيار الرفقة الصالحة، والتي تحث المرء على القيام بكل خير والبعد عن كل شر وحرام.
- معرفة مواعيد الصلاة أول بأول، وذلك لأن المواعيد من الممكن أن تتغير في أي وقت.
- اكتشاف طرق يمكنك من خلالها المحافظة عل الصلاة وبذل الجهد في المعرفة عن هذا الأمر أكثر، وذلك لقوله عز وجل
“وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم ؟
شروط صحة الصلاة
- يجب على المسلم معرفة اتجاه القبلة الصحيح من قبل إقامة الصلاة، وإذا كان اتجاه القبلة غير صحيح فستكون الصلاة باطلة ولا تُحتسب عند الله عز وجل.
- ستر العورة عند الصلاة، سواء كان رجل أو امرأة، فعورة الرجل تكون من السرة إلى الركبة، أما عن عورة المرأة فتكون جسدها بالكامل ما عدا الوجه والكفين.
- التأكد من وقت الصلاة من قبل إقامتها.
- يجب أن يكون المسلم طاهرًا أثناء إقامة الصلاة.
- من الشروط الأساسية لإتمام الصلاة هي النية، وورد بهذا الأمر الكثير من الأحاديث، وأشهرهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم
” إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لِكُلِّ امرئٍ ما نوَى، فمَن كانت هِجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ، فَهِجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ، ومن كانت هجرتُهُ إلى دُنْيا يصيبُها، أوِ امرأةٍ يتزوَّجُها، فَهِجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليهِ” الراوي: عمر بن الخطاب | المحدث: ابن كثير | المصدر: طبقات الشافعية لابن كثير | الصفحة أو الرقم: 1/374 | خلاصة حكم المحدث: صحيح، متفق على صحته، وروي من طرق متواترة.
- الوضوء من قبل الصلاة، فلا تصح الصلاة بدون الوضوء.
إن الصلاة من أهم أركان الإسلام، ويجب قبل إقامتها معرفة كافة الشروط المتعلقة بصحتها وصحة الوضوء، حتى تُحتسب عند الله عز وجل، ولا تكون باطلة.
