تقبع معاناة خفية خلف أبواب مغلقة في مجتمعنا الشرقي؛ لرفضهم كثيرًا أمر الزواج الثاني، إلا أنه إذا وقع ووافقت فالدين الحنيف أولّى الرعاية والعناية بالزوجة، والزوج كذلك، فكيف تُحافظ هي عليه؟
كيف تحافظ الزوجة الثانية على الزوج؟
ألم ومعاناة تعيشه تلك من ارتضت أن تكون نصف زوجة، وأخت، وأم، إلا أن هذا لا ينقص من حقها شيئًا، فقد أولى الدين الاهتمام والرعاية والرفق بها، سواء كانت تلك مطلقة أو أرملة، أو سبق لها تجربة قاسية.
فربما كانت تلك الموافقة للحصول على حياة مستقرة، إلا أنها تتعرض لمعاناة من المجتمع، وعائلة الزوج، واضطهاد الزوجة الأولى والنساء بالكامل.
فتعيش في ألم ومعاناة لا تقدر على البوح بها، ولا يسعها سوى المحافظة على زوجها، سواء كنتِ من هؤلاء النساء أم أنكِ تقبلين على أن تعيشين الحياة نفسها فلن تندمين.
برغم ما يُشاع أن الزوجة الثانية منبوذة، إلا أن الزوج يعيش معها أوقات كثيرة في راحة بال وسعادة، وبإمكانها فعل مع يُساعدها للعيش في سعادة وراحة بال باِتباع شطر من النصائح:
1- المشاركة
إن الرجل بشكلٍ عام يحتاج إلى المشاركة مع المرأة، ومن تفتح أحضانها للاستماع له، والمشاركة بإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه، فعليها تخصيص وقت يوميًا لبناء علاقة قوية وصحية مع زوجها.
كما تُبدي اهتمام بما يُفكر ويخطط له في المستقبل، وإيجاد الحلول لِما يقابلونه لا سيّما للمشاكل الخاصة بعائلته الأولى من زوجته وأولاده.
لا يفوتك أيضًا: اللهم استودعك زوجي واهلي واولادي فاحفظهم
2- عدم رسم أحلام كبيرة
الزيجة الثانية ليست من أجل تحقيق أحلام قد صعب تحقيقها في حياتك السابقة؛ لذا لكيلا تُصابين بالتعاسة في حياتك مع الشعور بالندم يجب ألا تكون الأحلام في ذهنك تفوق التوقعات.
فيُمكن عيش حياة مستقرة وهادئة مع الزوجة، وخلق أجواء رومانسية كثيرة، مع إنشاء ذكريات جميلة جديدة معه.
3- حل النزاعات الزوجية
إن الحياة الزوجية مليئة بالمشاكل والنزاعات، فلا تسير الحياة على وتيرة واحدة بسعادة وراحة فقط، لذا فيجب التغلب على تلك المشاكل وتقوية الصلة بينكما.
فحل المشاكل لا يعني إنهاء العلاقة بالكامل، فيجب التفكير جيدًا، والنقاش بجدّية دائمًا، فهذا يُساعد على أن تستمر الحياة بشكل أفضل.
4- الثقة في الزوج
الثقة في الزوج يساعد على استقرار الحياة، والعيش في سعادة وهناء مع الزوج، لذا عليكِ الحرص على أن تثقين به، وتعبيرين عن امتنانكِ الدائم لوجوده في حياتكِ.
كما يُتيم بالتقدير ومدحه بالخير دائمًا، ومدى حبك له، والبوح عن قدر حبكِ له أمام الجميع في سائر المناسبات.
5- تقدير مشاعر الزوجة الأولى
إن الزوجة الثانية في نظر الأولى هي دخيلة عليها، فلا بُد أن تتعامل معها باحترام، مع مراعاة حقوقها، واحترام معاناة الأولى لشعورها بقلة الثقة في نفسها.
فللعيش في سعادة وهدوء يجب دفع الزوج دائمًا للاهتمام بها وبأولادها، وتفقد أحوالها، لا تعتبر نفسها لصة للزوجة الأولى، وإن كان على حساب صحتها النفسية، فسيرفع من قدرها أمام الزوج.
لا يفوتك أيضًا: هل يندم الرجل بعد الزواج الثاني
6- الاهتمام بالزوج عند زيارته
يجب أن تعلمين أن الزوج إن زاركِ في المنزل ووجدكِ كثيرة الشكوى والمطالب مع ما يفوق قدراته، فهذا سيُشعره بالملل، ورُبما سيهرب منها كما هرب من الأولى.
فعليكِ النظر إلى ما تطلبين منه، والتعامل بلطف، وعدم الإفراط في الطلب، فيُفضل الصبر حتى استجابة الزوج لمطالبها، فهو يبحث عن راحة البال والسعادة لا الزن والنكد!
7- عدم الغيرة من الزوجة الأولى
إنكِ ارتضيتِ منذُ البداية بأن تكوني زوجة ثانية دخيلة على الأولى، فلهذا يجب عدم الغيرة منها، أو عمل مقارنات بينكما فهذا يتسبب في نشب مشاكل، وخراب الحياة، ولن تكوني سعيدة مع الزوج مطلقًا.
8- التواصل المستمر
يجب أن تكون الزوجة مُستمعة جيدة للزوج، ومشاكله، وغيره مما يواجه بدلًا من أن توجه عليه اللوم دائمًا، فربما يراود ذهنك حلولًا جيدة لتلك المشاكل لم تراوده.
كيف تعيش الزوجة الثانية سعيدة؟
إن العيش في سعادة واجتناب المشاكل يُساعد الزوجة الثانية على الحفاظ على زوجها، برغم فشل كثير من الحالات السابقة لاضطهاد المجتمع والتقاليد الأولى.. فكيف تكونين نموذج فريد لنجاح الزواج الثاني؟
- قبل الزواج يجب الاتفاق مع الزوج بالمساواة بين الزوجين، وألا يميل لواحدة دون الأخرى.
- إن كانت ستتشارك مع الزوجة الأولى في منزل واحد، فعليها أن تتقاسم معها الأعباء بشكلٍ عادل.
- عليها أن تتفق مع الزوج على أسلوب حياة مناسب لكلا الطرفين، ولا يؤثر على الآخر وحسابه، بل يتفاهمون لعيش حياة مستقرة وسوية.
- ألا تنشغل بالزوجة الأولى وحياتها، وتشعل الغيرة بينهما، والقيام بمقارنات بينهما.
- التقرب من عائلة الزوج، وإنشاء علاقة قوية بينهم، وأيضًا مع أولاد الزوجة الأولى وأن تُشعرهم بالحنان.
- الإفصاح له باستمرار عن مدى شعورها بالامتنان لوجوده، وحبها الكبير التي تكنّه له، ومحاولاتها المستمرة لراحة الزوج وإسعاده.
- عند الوقوع في معضلة كبيرة عليها أن تُشاركه الحياة، وتُعينه، وتقلل من المصاريف، وإن استطاعت المشاركة في المنزل يُفضل ذلك.
- إن لم تستطع التفاهم مع الزوجة الأولى، أو شعورها بأنها تحيك بعض الأمور من خلفها لإيقاعها في مشاكل، فعليها طلب السكن بعيد، والاستقلال بحياتها.
ماذا يريد الرجل من الزوجة الثانية؟
تعدد الأزواج ليس بدافع الشهوانية فحسب، بل ثمَّة أسباب قوية أخرى يقبل الرجل على أثرها الارتباط الثاني، منها المنطقي والمعقول.. ففي تجربة حياة جديدة يحتاج الزوج إلى:
- برغم أنها أنانية، إلا أنها شخصية الرجل يحتاج لمن توليّ له الاهتمام والرعاية، وتلبية احتياجاته العاطفية والجسدية.
- تجديد الحب، والشعور بذكوريته وميزته، وأنه مازال شبابًا ومُحب، لذا يحتاج أن تشعره الزوجة الثانية بالحب، والدلال، والرومانسية، وتحسين الحالة المزاجية.
- المساندة في كافة ما يعتري طريقه، ودعمه فيما سيواجه من معارك من الأهل والمجتمع حول الزواج الثاني، الدعم دون مقابل.
- الزوجة الأولى غالبًا ما تُقيد حركته، وخروجه مع الأصدقاء، لذا يحتاج من الثانية أن تمنحه المساحة والحرية الكافية دون تعنيف، أو نكد عند العودة، فلا يحب الرجل بطبعه تقمص الزوجة دور السجان.
- أن تكون هناك امرأة أخرى قريبة من عائلته، برغم عدم تقبلهم في بادئ الأمر للزيجة، إلا أنه يحتاج لأن تفعل الزوجة ما يرضيهم لتقبلها، وإنشاء علاقة صحية.
- عدم التذمر من كثرة الأعباء الواقعة على كاهله، والمسؤوليات، والمصاريف، وصعوبة المعيشة، يحتاج إلى من تستقبله بين أحضانه كالطفل.
لا يفوتك أيضًا: بوستات عن اهمال الزوج لزوجته والزوجة لزوجها
أسباب ملل الزوج من الزوجة الثانية
يعتقد الزوج بالإقبال على الزواج الثاني أنه سينجو من الحياة الرتيبة الكئيبة مع الأولى، ويعيش في دلال ورومانسية الفترة الأولى، لذا على الزوجة البحث عما يبعث الأمل والسعادة للعلاقة.
لكن لا تستمر الحياة على منوالٍ واحد مهما فعلت الزوجة الثانية وحاولت تقلص دور المرأة المثالية، والطيبة، والقنوعة، فبلا شك ستقع في أحد الأخطاء التي تشعره بالملل:
- زيادة الطلبات، وعدم مراعاة الظروف المعنوية والمادية للزوج، مما يُقلل من شعوره بالاحترام لها، وتقليص قدر ثقته بها.
- الإهمال من ناحية الزوج، وعدم تقديم له احتياجاته العاطفية والجسدية، وتسلل الملل والفتور لها.
- كثرة الغيرة والحديث عن الزوجة الأولى، ومحاولة إثبات أنها الأهم والسيطرة على الزوج، فهذا يُشعره بأن لا حديث سوى الزوجة الأولى.
- التعالي والتصرف بعجرفة مع الزوج، لا سيّما إن كانت أثرى منه، أو لديها عمل أرفع منه، ومنصب أعلى، فيشعره هذا باختياره الخاطئ لها ونفوره منها.
- كثرة الشك في تصرفات الزوج، وأنه سيقبل على الزواج بثالثة، أو أنه يكنّ قدر أكبر من الحب للزوجة الأولى.
إن الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، وبرغم أنها لا تسير على منوالٍ واحد، لكن بإمكان الزوجة أن تُنجها بوسائل عِدة، سواء باحترام الزوج، أو المساندة وغيرها من التصرفات.