لم يغفل الإسلام عن حق أي فئة.. فجاءت الكثير من الأحاديث التي تحُث على الجار، وتُبيّن فضل الإحسان إليه، ولا يُعد إحسانك إلى جارك تفضُلًّا منك، بل إنه واجبٌ عليك، فإذا أردت طاعة الله ورسوله والحصول على رضاهما؛ فاحرص على إيفاء حقوق الآخرين كما جاء بها الإسلام.
بحث إنشائي عن حقوق الجار
أمامنا الكثير من النماذج العظيمة التي تفِي بحق الجار، فنجد مقولة عظيمة لأبي الأسود الدؤلي: “بعت جاري ولم أبع داري”؛
إذ جعله جاره السيئ يُفرِط في حق نفسه وبيع الدار بدلًا من رد الأذى لجاره.. ولم تُكن هُناك قدوة أعظم بالطبع من الرسول في الإيفاء بالحقوق،
فكان يُحسن الجيرة سواء مع المُسلمين أم من دونهم.. قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً” (سورة الأحزاب: الآية 21)، فعلينا أن نتخِذ من تعامُله مع جيرانه أساسًا نسير عليه.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن الجار وحقوقه وواجبنا نحوه
عناصر بحث عن حقوق الجار
- مقدمة البحث.
- حقوق الجار.
- أنواع الجار في الإسلام.
- كيفية التعامُل مع الجار المُسيء.
- حث الدين على حق الجار في الكتاب والسنة.
- أثر الإحسان للجار.
- خاتمة البحث.
مقدمة بحث عن حقوق الجار
تتعدد الروابط التي فُرضت على المُجتمع؛ فلا تقتصر على الأسرة والأقارب فقط، بل إنها تتعدى ذلك لتصل إلى حقوق الجيرة؛
فإنها من أهم وأبرز الروابط المُجتمعية التي تُسهم في بناء المُجتمع السوي والسليم.. والتي تُغلف بالحقوق والواجبات والآداب التي فرضها الإسلام وقوانين البشر.
حقوق الجار
- الوقوف بيّن المُتخاصمين من الجيران ومُحاولة إيجاد حلولٍ لمشاكلهم.
- مُشاركته المُناسبات “السعيدة والحزينة”.
- مُرافقة الجار إلى “مجالس العِلم، المسجد، الطبيب في حالة المرض”.
- مُبادلته الهدايا والإحسان إليه ومُبادرته باللُطف.
- غض البصر عن أهل بيته.
- عدم ذكر الجار بالسوء، ومنع الناس من الحديث عنه كذلك.
- عدم التجسس عليه.
- عدم الإساءة إليه والغيبة في حقه.
- عدم افتضاح أسراره.
- الصبر على الأذى.
- زيارته بشكل مُنتظم والسؤال عن حاله.
- زيارة الجار المريض.
- رفع معنويات الجار.
- دعمه في مواجهة مُشكلاته ولو بالكلمة في حالة عدم الاستطاعة.
- الدُعاء له.
- حِفظ الأمانة والحِفاظ على عرضه.
- حُسن الظن بالجار.
- توفير له الحماية الكاملة.
- تمني الخير للجار.
- تفقّد حاجته وكفايته بشكل دائم.
- تجنب إيذاءه بالأصوات المُزعجة.
- تجنب الحديث معه بالبذيء من القول.
- تجنب التحقير من شأنه.
- إلقاء السلام عند رؤيته.
- الإحسان إلى الجار بالقول والفِعل.
- إجابة الدعوة.
أنواع الجار في الإسلام
- الجار غير المُسلم: حق واحدة وهو “الجيرة”؛ بحُسن المُعاملة وإعطاء له حقوقه وتجنب أذيته والإساءة إليه.
- الجار المُسلم غير القريب (الجار الجُنب): له حقان “الإسلام، الجيرة”.
- الجار المُسلم القريب (الجار ذي القُربى): ثلاثة حقوق “الجيرة، الإسلام، صلة الرحم”.
كيفية التعامُل مع الجار المُسيء
قد تكون إساءة الجار لك ناجمة عن سوء الظنون، واعتقادٍ خاطئ تجاهك، لذا لا بُد من التحلي بالهدوء ومُحاولة حلّ المُشكلة دون رد الإساءة.
- يُمكن أن يكون هُناك وسيطًا بينكما؛ لمعرفة أسباب التعامُل السيء معك، ومُحاولة إصلاح سوء الفهم، خاصةً إذا لم يسبق لك التعامُل معه.
- يُمكن الالتجاء إلى القانون في حالة وصول المشاكل إلى مدى بعيد.
- مُحاولة حلّ المشاكل وفقًا للأطراف المُختلِفة في التعامُل، فلا يتدخل الرِجال في حلّ مُشكلات النساء؛ بل عليهنّ حل مشاكلهنّ بأنفسهن.
- في حالة وقوع خِلافٍ بينكما لا بُد من مُحاولة التفاهُم معه.
- في حالة عدم الوصول إلى حلٍ مُناسب؛ عليك تجنب التعامُل معه أو الالتقاء به.
- في حالة تعصُب الطرف الآخر والتمسك برأيه؛ عليك تجنُب إكمال الحديث، إذ أن النِقاش معه في تلك الحالة لن يُفيد.
- الحِرص على التحلي بآداب الحديث، والوضوح وتجنب التعالي.
- تحديد ما يُطلب منه أثناء التعامُل معك، بما لا يضرك أو يضره.
- الاعتذار في حالة الخطأ وقول كلمة الحق.
- إذا كان الجار مُقربًا منك وبادرك بالتعامُل السيء دون سبق مُشكلة؛ عليك مُواجهته ومُحاولة فَهم سبب تصرفاته.
- احترام خصوصية الآخرين، ومُراقبة أفعالك؛ فقد تكون سوء أفعال جارِك؛ ناتجة من تدخلك في شؤونه وإزعاجه.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن قيمة الوقت الثمين كامل العناصر
حث الدين على حق الجار في الكتاب والسنة
- قال -تعالى-:
“وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” [ النساء: 36]
- روي أبو هريرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هي يا رسول الله؟، قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه) الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2162 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162).
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله قال:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذى جاره) الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 5185 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث
- عن عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 6015
- عن أبي هريرة:
(قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها؟، قال: هي في النار) الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم : 2560 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- روى أبو هريرة، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن! قيل: من يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه) الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 8/171 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح | التخريج : أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم بعد حديث (6016) باختلاف يسير، وأخرجه موصولاً مسلم (46) مختصراً بنحوه
- روي عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن الرسول:
(يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَها، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ) .الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 2625 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث
أثر الإحسان للجار
- يحظى المُحسن بمحبة الله -تعالى- ورضاه.
- نشر التعاون والمحبة والألفة بين أفراد المُجتمع؛ مما يخلُق مُجتمعًا سليمًا خاليًا من الفتنة والتفرق.
- نشر الأخلاق الجيّدة في نفوس الأطفال، ومُحاولتهم الاقتداء بأسرتهم والإحسان إلى غيرهم.
- مُحاولة الآخرين الاقتداء بالمُحسن؛ فيكون له مكانة عظيمة في المُجتمع، وينشر الأخلاق الحميدة والسلوك القويم.
- عدم إلحاق الأذى بالآخرين، والحد من السلبيات والأفكار المُتطرفة التي تنتقل من المُجتمعات الغربية.
- طاعة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بما أمر به؛ وفي ذلك أعظم الجزاء في الآخرة.
- رِفعة شأن الدول والارتقاء بها.
- الحد من المصائب والأزمات الكبيرة؛ إثر التفقّد الدائم للجار والتحقق من سلامته.
- تعزيز القُدرة على التواصل والتفاعل بين أفراد المُجتمع؛ مما يُخلصه من مشاكل سلبية عديدة “الوحدة والاكتئاب”.
- التخلص من الهموم والمُشكلات إثر تبادلها مع الجار.
- التخلص من الأحقاد والمشاعر السلبية في النفس تجاه المُحيط.
- إمكانية مُمارسة الحياة بشكل طبيعي دون الخوف من التعرض للاعتداء أو الأذى.
- اكتساب السُمعة والأثر الطيّب؛ والتي هي الأثر الذي يبقى للإنسان بعد وفاته.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن طاعة الوالدين واجب ديني واجتماعي
خاتمة بحث عن حقوق الجار
هل سألت نفسك كيف يكون حال جارك الذي لا يفصل بينك وبينه سنتيمترات؟ أتظُن أن الأمر يقتصر على البيت الذي تعيش فيه فقط.. إلا أن الموضوع أكبر من ذلك؛ إذ أن له حقوقًا وواجبات عديدة يلزم الحِرص عليها.
الإحسان إلى الجار سِمة كريمة يتحلى بها الأفراد؛ فينشُر الخير والمحبة في القلوب، فاحرص ألا تُبادر جارك بالأذية، والتحلي بالخُلق الجيّد وإعطائه حقه، وإزالة سوء الظنون بينكما مهما كانت أفعاله تجاهك..