الوفاء واحدة من أبرز الصفات التي يجب على الأفراد التحلي بها حتى تقوم المجتمعات، وذلك لأن الوفاء من الصفات التي تساعد في صيانة الممتلكات والعلاقات، وهو أساس الصدق، وعلى الإنسان أن يكون وفيًا دون تطلب منه.
تعريف الوفاء لغة واصطلاحًا
الوفاء هي النقطة التي يتلاقى فيها صدق القول بالفعل، وهو المجهود الذي يبذله الإنسان دون أن يُطلب منه، بل يعمل في تفاني من أجل تحقيق مسألة ما وهو واحدة من أهم القيم الإنسانية التي تلزم الإنسان بعيش حياة كريمة.
الوفاء في اللغة: هو مضاد الغدر، وفيما يعنيه هو الوفاء بأي عهد يقطعه الإنسان على نفسه.
أما اصطلاحًا: فإن الوفاء يعني الصبر على ما يبذله الإنسان من نفسه أو ما يرهن به لسانه.
أي أن الوفاء هو أن يصون المرء العهد، ويحرص على أداء الأمانات لأصحابها، وأن يمنح الحقوق لمستحقيها، ويعترف بكل ما قدمه له الأفراد من أفعال حسنة، بل ويحرص على استمرار المودة والمحبة.
الوفاء من أهم الصفات التي علينا أن نحرص على غرزها في أطفالنا، بل والعمل عليها حتى يصبحوا كبارًا، فبالوفاء تستمر العلاقات ويدوم الود، ويخلق التوازن، ولهذا يمكنك تحميل تعريف الوفاء لغة واصطلاحا pdf
تعرف على: إنشاء عن الوفاء والاخلاص من شيم الكرام كامل PDF
الوفاء في مواضع متعددة
إذا رأيت إنسانًا يمتلك صفة الوفاء سوف تراها واضحة في كل تصرفاته وسلوكياته مع المحيطين به، فتجده بارًا بوالديه لأنه يعرف حق المعرفة بل ويقدر مدى الجهد الذي بذله والداه في تربيته.
يعلم جيدًا أن والده يعمل ويكد طوال اليوم حتى يتمكن من تأمين لقمة العيش لأطفاله ويغنيهم عن الآخرين، بينما تتحمل الأم آلام الحمل والولادة والسهر على راحة أولادها، وتتعب في تعليمهم وتنشئتهم.
يستشعر الإنسان الوفي الجهود المبذولة من أجله، ويقدرها، وتراه على الدوام مستعد حتى يعطي كل من حوله، ويحب أن يساند أصدقائه وإخوته في كل الأوقات لأنه يعلم أن هذه البيئة التي نشأ بينها ومنحته الكثير من العطاء.
تجد أيضًا أن من يتصف بالوفاء وفي في علاقته الزوجة، ويحترم شريك حياته ويقدره ويحمل له في قلبه المحبة الخالصة، وأيضًا وفي لكل من ساعده في حياته العلمية والعملية.
ينتهز الشخص الوفي كل الفرص من أجل رد الجميل وتقديم المساعدة تمامًا كما حصل عليها في السابق، ونجد أيضًا أن ديننا الحنيف شجع على الوفاء، وذلك في الكثير من المواضع التي وردت في القرآن الكريم تفيد بضرورة الوفاء بالعهود والمواثيق.
للوفاء أثر إيجابي على المجتمع ويساعد في تكوين علاقات قوية وصحية، تقوم على أساس الثقة والعطاء المتبادل وهذا ما يجعلها تدوم طويلًا، ويساعد في نشر المودة والمحبة بين الناس.
فتجد أن الوفاء بالعهود في الحياة الزوجية يعزز من تماسك الأسرة، والوفاء بالعهود بين الدول يقلل من الحروب والنزاعات، وبه نتقي شر الخيانة وخلاف الوعد وما يقوم عليه من انهيار المجتمعات.
تعرف على: موضوع إنشاء عن الوفاء بالعهد بين الأصدقاء
أهمية الوفاء في المجتمع
الوفاء واحد من أهم الصفات التي يتصف بها الأشخاص، والتي تعتبر من الأخلاق الحسنة التي علينا أن نجاهد أنفسنا حتى نمتلكها، لما فيها من فائدة على الأفراد والمجتمعات، وتتمثل أهميتها في:
- يساعد في بناء المجتمعات.
- المجتمع الذي يتواجد فيه صفة الوفاء يكون خالي من الكثير من الصفات السيئة مثل الكذب والخداع.
- التمتع بصفة الوفاء يجعل الأشخاص قادرة على التمتع بواحدة من أهم الصفات الحسنة وهي الإخلاص، والتي تساهم في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
- وجود مجتمع يتمتع بصفة الوفاء سوف يساعد في خلق الثقة بين الأفراد.
عوامل مساعدة على اكتساب صفة الوفاء
يسعى الإنسان حتى يمتلك أفضل الأخلاق وليتمكن من أن يكون عنصرًا فعالًا في المجتمع، وذلك حتى يرتقي بمستواه الأخلاقي كما حثنا الدين الحنيف، وهناك العديد من العوامل التي تساعدنا في التحلي بمكارم الأخلاق، ومنها:
- محاولة التقرب إلى الله عز وجل.
- كبح جماح النفس في الصفات الغير جيدة، وعدم مطاوعة النفس الأمارة بالسوء في ارتكاب الذنوب والأخطاء.
- أن يحاول الفرد أن يجعل كل من حوله من الصحبة الصالحة التي تعينه على التحلي بصفة الوفاء وفعل الأمور الجيدة.
- الإخلاص لله عز وجل في كل قول وفعل.
- محاولة تقوية الثقة بالنفس.
مظاهر الوفاء بالعهد
الوفاء بالعهد يتشاطر ما بين وفاء المرء مع ذاته ومع من حوله، وذلك لأن كل إنسان مسؤول عن نفسه وعليه أن يهتم بالحفاظ على مجموعة من الواجبات التي تساعده في الحفاظ على نفسه، لما في الروح من شأن عظيم عند رب العالمين.
على المرء أن يكون وفيًا مع نفسه وذلك من خلال مصارحتها بالحقيقة، وأن يكن صادقًا في نظرته لنفسه وللأمور التي يمر بها في حياته، وكيف يتمكن من أن يتغير حتى يصل إلى أعلى مراحل السلام النفسي.
أما الاستمتاع بخصلة الوفاء مع الناس فإنها تساعد في اكتساب الود والاحترام، بل وتعمل على الارتقاء بالمجتمع والحد من الضغائن والبغيضة، وذلك يتضح جليًا في العديد من المظاهر من بينها:
- وفاء الأبناء بتنفيذ وصية الأب بعد الوفاة حتى وإن كانت لا تعجبهم، لما فيها من حفظ حقوق الآخرين.
- مراعاة مشاعر الآخرين وعدم الإخلاء بالوعود الممنوحة لهم.
- حفظ كافة حقوق الجار وعدم الإساءة له أو إيذائه سواء بالقول أو الفعل.
- الوفاء للأم والأب عن طريق منحهم كافة الحقوق سواء ما إذا كانت مادية أو معنوية.
- احترام أي عقود شفهية أو كتابية والعمل على أدائها في أوقاتها المحددة.
تعرف على: أقوال و أشعار الإمام علي عن الصداقة والوفاء
الوفاء من خصال رسول الله
جاء الدين الإسلامي يحث على التحلي بخصلة الوفاء، كما أن أكرم البشر محمد صلى الله عليه وسلم تحلى بهذا الخلق الحميد، وذلك لأن الوفاء من الأخلاق الكريمة والفاضلة التي تعتبر امتثال لأوامر الله عز وجل.
ذلك لما جاء في قوله تعالى
(وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) “سورة الأنعام: آية 152“،
كان رسول الله وقيًا في علاقاته مع ربه عز وجل، وزوجاته، وأصحابه، وحتى أعدائه أيضًا، ولذلك لقب بالصادق الأمين.
عمل رسول الله جاهدًا من أجل تبليغ الرسالة التي ائتمنه الله عليها، وعمل على بيان الدين الصحيح لعباد الله عز وجل، ومحاولة هدايتهم إلى الطريق المستقيم، وكان وفيًا حافظًا لجهود زوجاته ومواقفه في دعمهم له.
الوفاء سمة الأنقياء، وبه يرتقي الفرد في حياته سواء على المستوى الشخصي أو فيما يخص المجتمع كاملًا، وذلك لأن الود والوفاء يقي شرور الأمم، بل ويجعل علاقات الأفراد متزنة، وينزع الغل من قلوب المبغضين.