دعاء مكتوب

دعاء سيدنا زكريا عليه السلام مكتوب للحمل والإنجاب

إن أردت شاهد على الدعاء المستجاب فإن دعاء سيدنا زكريا مكتوب يمثل تلك الحالة، حيث ظل نبي الله زكريا يدعو ربه طوال عمره أن يرزقه ذرية صالحة، ولم ييأس أبدًا وظل يدعو حتى بات شيخًا كبير السن وكبرت معه زوجته.

إلا أنه حينما دخل على السيدة مريم ووجد لديها فاكهة في غير موسمها دعا الله كعادته أن ينجب فبشره سبحانه بتحقيق أمنيته قريبًا، ومن الأدعية التي رددها سيدنا زكريا ما يلي:

  • ربي لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين.
  • اللهم ارزقني ذرية طيبة .
  • اللهم هب لي ذرية صالحة.
  • رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء.

دعاء سيدنا زكريا في سورة مريم

ذُكرت قصة سيدنا زكريا في القرآن في عدة مواضع أشهرها سورة مريم حينما قال سبحانه على لسان زكريا نبيه

“ذكر رحمة ربّك عبده زكريّا * إذ نادى ربّه نداءً خفيّاً * قال ربّ إنّي وهن العظم منّي واشتعل الرّاس شيباً ولم أكن بدعائك ربّ شقيّاً * وإنّي خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك وليّاً * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربّ رضيّاً”.

ففي الآيات المباركات نرى أن زكريا كان نبيًا وعبدًا مطيعًا لربه، لم يسأله يومًا لم يا رب كتب علي ألا يكون لي ولد، بالعكس كان على يقين بأن ربه سيستجيب لذلك تعود الدعاء لربه أن يرزقه ولدًا صالحًا ويكون الله راضيًا عليه.

دعاء سيدنا زكريا

دعاء زكريا ربي لا تذرني مكتوب

هناك عدة صيغ استخدمها نبي الله زكريا لطلب الولد من ربه بتضرع ورجاء، أشهرها على الإطلاق حينما قال “ربي لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين” ففي هذا الدعاء تضرع إلى بارئه ألا يدعه هكذا دون ولد يدعو له حينما يموت بالرحمة.

ويعد هذا الدعاء من أكثر الأدعية المستخدمة إلى وقتنا هذا، حيث يدعو به كل مشتاق للإنجاب وهو يعاني مشكلة صحية تمنعه من ذلك.

ثم اتبع دعائه السابق بأن تمنى من الله أن يرزقه الله بذرية صالحة وليس ذرية فقط، فكم من أباء يشعرون بالحزن واليأس من تقويم أولادهم العاقين.

متى استجاب الله دعاء زكريا

رغم ابتلاء نبي الله بعدم الإنجاب إلا أنه كان يدعو الله وهو مؤمن بأنه سبحانه سميع ومجيب لما يدعوه به، وقد ذكرت المصادر أن زكريا ظل طوال 40 عامًا يدعو الله أن يرزقه بالولد الصالح.

ثم أنه كان متعبد متفاني لله، وكان يخدم بنفسه على محراب لعبادة الله وكانت تسكنه السيدة مريم، وقد لاحظ زكريا عدة معجزات في محراب مريم، فتشجع أن يعيد طلبه لله.

وهذه المرة صام نبي الله زكريا نحو 40 يومًا واعتكف للعبادة خلالها فقط، وظل لسانه يردد دعائه بالذرية الصالحة لله، حتى أرسل له الله من يبشره من الملائكة قائلًا:

﴿ يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا﴾ [ مريم: 7]

دعاء سيدنا زكريا

دعاء سيدنا زكريا في سورة الأنبياء

أما في سورة الأنبياء فقد ورد في القرآن الكريم ما جاء على لسان زكريا أنه قال:

“وَزَكَرِيّا إِذْ نَادَىَ رَبّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ۝ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىَ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ [سورة الأنبياء:89، 90].

في هذه الآيات دعا زكريا الله ألا يتركه فردًا وأن يرزقه بمن يرثه ويرث آل يعقوب، وهنا يقصد بالميراث أن يرث عنه العلم، والنبوة كما حدث مع زكريا نفسه.

وتشرح الآية الكريمة كيف كان زكريا وزوجته مخلصين في عبادة الله رغم مصابهم، وكانا يبادران بفعل الخير، ويتقربان الله إلى الله رغبةً في مرضاته تعالى، ويسجدون له خاشعين والعجيب في الأمر أن الله عندما بشره بيحيى تعجب زكريا وقال ما أتى في الآية الكريمة:

﴿قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾ [سورة مريم/8]

فقد اندهش من أن الله استجاب له بعد أن بات شيخًا عجوزًا ليست به قوة الشباب وكذا الحال امرأته، فما كان من رب العزة إلا أن أجابه قائلًا: ﴿قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا﴾ [سورة مريم/9].

وكان تعجب سيدنا زكريا عائدًا إلى كونه في الـ99 من عمره، وذكرت بعض المصادر أن زوجته وقتها بلغت 98 عام إضافة إلى كونها عقيم في الأصل لم تحمل ولم تنجب طوال عمرها، وهذا في حد ذاته معجزة لا يقدر عليها إلا ملك الملوك سبحانه.

ثم طلب زكريا عليه السلام من ربه أن يثبت له بعلامة أن امرأته أصبحت حامل بالفعل، ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي ءايَةً قَالَ ءايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾ [سورة مريم/10].

وهذا ما حدث بالفعل، فقد امتنع زكريا بدون حول منه ولا قوة عن الحديث طوال 3 ليال ولا ينطق لسانه إلا حين يذكر الله، وبعد مرور هذه الليال خرج سيدنا زكريا إلى قومه يطلب منهم أن يصلوا لله بخشوع، ويذكرونه تعالي في الصباح الباكر والمساء.

الحكمة في دعاء سيدنا زكريا مستجاب

بالنظر إلى قصة نبي الله زكريا سنجد كيف أن الله وعد عباده الذين يدعونه بتذلل واستمرار بإجابة ما طلبوا، وهذا ما حدث بالفعل مع سيدنا زكريا، فمعجزات الله لا يستوعبها عقول البشر، فكيف لرجل بلغ من العمر أرزله، وزوجته تقاربه العمر ولا تنجب أن يُرزقا بطفل رغم كل ذلك.

اطلع على: دعاء سيدنا أيوب علية السلام المستجاب 

هنا تتجلى حكمة الله، ونستفيد من هذه القصة أنه يتوجب على المؤمنين الثقة في استجابة الله لما دعوه به ولو بعد حين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى