لما كان التشهد أحد أركان الصلاة، والتي لا تصح إلا به، كان العلم بالصيغ الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أمرًا ضروريًا من أجل القيام بالصلاة على الوجه الصحيح.
صيغة التشهد الأول في الصلاة
ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم قال-: “التَّحِيَّاتُ المُبارَكاتُ الصَّلَواتُ الطَّيِّباتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وعلى عِبادِ اللّه الصَّالِحينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ”. الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 1276 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه النسائي (1277) واللفظ له، وأخرجه البخاري (6230)، ومسلم (402) باختلاف يسير
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعلِّمُنا التشهدَ كما يُعلِّمُنا السورةَ من القرآنِ: بسمِ اللهِ وباللهِ، التحياتُ للهِ والصلواتُ والطيباتُ… … السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أسألُ اللهَ الجنةَ، وأعوذُ باللهِ من النار”. الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن الملقن | المصدر : البدر المنير | الصفحة أو الرقم : 4/28 | خلاصة حكم المحدث : نص غير واحد من الحفاظ على ضعفه | التخريج : أخرجه النسائي (1175)، وابن ماجه (902)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: “التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ”.
تلك الروايات المذكورة، هي الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمر التشهد، إلا أنها على السعة والتخيير، فإنه يجوز للعبد اختيار أيهما شاء، إلى أن بعض العلماء فضل صيغة منها وهو الإمام الشافعي، والذي يفضل صيغة ابن عباس.
لا يفوتك أيضًا: ما هو السمو الروحاني
صيغة التشهد الأخير في الصلاة
ما روي عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه سلم حينما سُئل عن ذلك قال: “قولوا اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وبارِك على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما بارَكتَ على إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.” ما رواه أبي مسعود الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم.” الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 976 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
“اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”.
“اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.
يختار المصلي واحدة من صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة الصحيح، ويضيف عليها الصلاة الإبراهيمية، أو أي صيغة واردة في التشهد الأخير.
حكم من نَسِيَ التشهد في الصلاة
بعد معرفة العبد بصيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة، لابد من إتيانها على الوجه الصحيح في الصلاة، ومما لا اختلاف عليه بين الفقهاء أن التشهد الأوسط هو سنة من سنن الصلاة، لذا فإن تركه في الصلاة سهوًا أو عمدًا لا يبطل الصلاة، إلا أنه لابد من جبره بسجود السهو.
هذا على الرغم من اختلاف العلماء حول التارك التشهد عمدًا، فالبعض قال بالصحة والإثم، وقال البعض بأنها تجبر بسجود السهو، ونحوها من الأقوال.
- يُجبر ترك التشهد الأوسط بسجود السهو لأن هذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرنا أن نصلي كصلاته عليه الصلاة والسلام.
فقد روى جمع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نسي جلوس التشهد الأوسط أتمّ صلاته بسجدتين، “فلمَّا أتمَّ صلاته سجد سجدتين، يُكبِّر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يُسلِّم، وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس”.
أما التشهد الأخير، فقد أجمع العلماء على كونه ركن من أركان الصلاة التي لا تتم إلا به، وعليه.. فإذا نَسِىَ المُصلي التشهد الأخير وقام بالتسليم مباشرة فإنه لا تصح صلاته إذا ضال الفصل، ولم يقم به المصلي، ومن ثم فإنه لا يجبر بسجود السهو، لأن سجود السهو سنة لا يصح أن يجبر أمرًا واجبًا أو ركنًا من أركان الصلاة.
عن ابن مسعود رضي الله عنهما أنه قال:
” كُنَّا نقول في الصَّلاة قبل أن يُفرض التشهُّد: السَّلام على الله، السَّلام على جبريل وميكائيل، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ هو السَّلام. “الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : محمد ابن عبد الوهاب | المصدر : آداب المشي إلى الصلاة | الصفحة أو الرقم : 14 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات | التخريج : أخرجه البخاري (831)، ومسلم (402) باختلاف يسير
فدل هذا الحديث على كون التشهد فرض وأحد أركان الصلاة التي لا تتم إلا به.
لا يفوتك أيضًا: اذكار و7 ادعية قبل وبعد صلاة الظهر مكتوبة
العجز عن التشهد الأخير
- ذهب العلماء إلى أن بدل التشهد لمن لا يتمكن منه هو التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، وأنه لابد أن يكون هذا البدل مشتملًا على الثناء.
- إذ عجز عن قول التشهد جالسًا، كأن كان مكتوبًا على جدار ونحوه تعين عليه القيام والإتيان به، ثم الجلوس للتسليم.
يستدل على بدل التشهد بالحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ روى عنه عبد الله بن أبي أوفى فقال:
“جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ
إنِّي لا أستطيعُ أن آخذَ منَ القرآنِ شيئًا فعلِّمني ما يجزِئني قالَ قل سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ قالَ يا رسولَ اللَّهِ هذا للَّهِ فما لي قالَ قل اللَّهمَّ ارحمني وعافِني واهدني وارزقني.”
فهذا الرجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يعلمه شيئًا يقرأه في صلاته وغيرها، فأخبره بالتسبيح والتحميد والتكبير ونحوها، وفيه دلالة واضحة على أن ذلك يكون بديلًا في الصلاة عند عدم الإتيان بالواجب فيها.
كما أنه يجوز أي بدل شريطة أن يشتمل على التوحيد، والثناء على الله عز وجل.
إلا أنه يجب على المسلم أن يتعلم كل ما يخص صلاته ويحفظه، وألا يتهاون في أي أمر يتعلق بها، فإنها عماد الدين، وتستحق المجاهدة والصبر على تعلم كافة أحكامها لأدائها على الوجه الصحيح. الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 1/392 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الترحم على أهل الكتاب وما هو حكم الترحم على غير المسلمين ؟
حكم تلقين المصلي التشهد في الصلاة
بعد العلم بما يجب على المصلي قوله من صيغ التشهد الأول والأخير في الصلاة، يجدر الإشارة إلى أنه إذا لم يستطع المصلي الإتيان بالتشهد بأن عجز عن حفظه لضيق الوقت أو غيرها من أمور، ولم يتمكن من قراءته، جاز تلقينه إياه في الصلاة، ذلك بأن يُلقنه أحد الأشخاص ويردد وراءه المصلي.
لما كانت الصلاة هي أساس كل عمل، وعماد الدين، كان حري بالمسلم أن يتعلم كل أحكامها، ويتساءل عن كل أمر يجهله فيها، للعمل بوصية الرسول.. والقيام بها على وجه يُرضي الله ورسوله.