غصّة تُصيب القلب كُلما رأينا مشهدًا للعُنف أمام التلفاز، تلك الظاهرة التي انتشرت في المُسلسلات والأفلام وعلى إثرها ارتفع مُعدل ارتكاب جرائم القتل، تدمير للأرواح في كُل مكان.. ظاهرة تحتاج للإبادة، فما سببها والحل للحد منها؟
عناصر البحث
- مقدمة بحث عن العنف.
- أنواع العنف.
- أسباب انتشار ظاهرة العنف.
- أضرار العنف.
- ظاهرة العنف.. حلول الحدّ منها!
- خاتمة البحث.
تحميل بحث عن العنف PDF
مقدمة بحث عن العنف
الغضب.. شعور إنساني يُصيبنا جميعًا، لكنه قد ينحرف عن الإنسانية ليتبعه العُنف وعلى أثره تؤذى أرواح.. الاستهانة سلوك خاطئ واعتقاد رُسِخ في أذهان الكثير لا بُد من علاجُه للحفاظ على الروح الذي خلقها الله لتكون طمأنينة وعمارًا للأرض.
أنواع العنف
١- الإيذاء النفسي
إن العُنف ليس الأذى بالأيدي فقط، بل كثير من المرضى النفسيين كانوا عُرضى للأذى النفسي بالتجريح في المشاعر، التهديد، والتخويف، وسلب الطمأنينة دون رحمة.. رُبما تراه فعلًا صائبًا لك لكنه مؤذيًا لغيرِك.
إنها بمثابة حرب نفسية على الآخرين.. الأذى العاطفي، ومنه يندرج سلب الحنان والمحبة من القلب، سواء من الأهل، أو الأصدقاء، أو الحبيب، جميعهم لهم أثر سلبي جسيم على قلب المقصود بالتعنيف.
٢- الإيذاء البدني
التعنيف وإيذاء الطرف الضعيف، هو أسوء أنواع الإيذاء المُتبعة والتي انتشرت بكثرة في مجتمعنا العربي برغم المحاولات الدؤوبة للحد منها، إلا أن ذاك السلوك العدواني المُتعمد بإلحاق الضرر ما زال مُستمرًا في سلب الأرواح.
فثمَّة أشخاص كثُر حول العالم لم يتعرضوا للتعنيف بالضرب فحسب، بل بالخنق، والحبس، والحرق، وكثير من الأساليب السيئة التي قد تودي بالروح للوفاة، إمّا من الوالدين على الطفل، أو الزوج على زوجته، أو الطفل من الغُرباء لا سيّما الأيتام.
٣- الايذاء الجنسى
التحرش الجنسي، أو المُصطلح الأكثر شيوعًا.. الاغتصاب، الفئة الأكثر تعرضًا للأذى من هذا النوع هُم الأطفال والفتيات من الرجال كِبار السِن رغبةً منهم في الإشباع الجنسي، الغريزة التي استُغلت بشكلٍ خاطئ مُعرضًا لأذى غيرِه.
قد لا يكون الإيذاء الجنسي قصرًا بالإجبار للمُمارسة، بل قد تكون غير مُباشرة بلمس المناطق الأنثوية للفتاة والتحرُش بها، ووجِدَ احتمالية أنها قد تكون من أحد الوالدين إلى الأطفال.
لا يفوتك أيضًا: بحث دور المواطن في المحافظة على الأمن مع الخاتمة
أسباب انتشار ظاهرة العنف
١- العنف الأسري
“العنف يولِّد العنف”، هذا السلوك الذي غفل عنه كثير من الأباء مما تسبب في ميل الكِبار إلى العدوانية والعُنف للنشأة في بيئة اعتمدت على التعنيف بحجة التعليم.
فبعد دراسات أُقيمت على الرجال الذين اعتدوا بالعُنف على زوجاتهِم كانت إثر النشأة غير السليمة على العُنف، فيرى الرجُل أنه يحق له الاعتداء بالضرب على المرأة وغيرهم.
٢- التعاطي وإدمان الكحول
أُجريت دراسات على بعض المُتعاطين للكحول وأثبتت أنهم يميلون إلى العُنف بشكل أكبر من غيرهم؛ لأن العقل مُغيب عن التركيز والسلوك المُتبع.
٣- غرز الانتقام في الطفل
بذرة الانتقام زُرِعت في قلوب كثير من الأطفال إثر الاستراتيجة الخاطئة المُتبعة في التربية، فعندما يتعرض الطفل إلى الضرب والعدوان من صديقِه يُحرضاه نحو ضربِه أيضًا.. فيكبر على أن يتعامل بعضلاتِه لا يُسامح ويعفو فيعوضه الله عما لحقه من ضرر.
٤- التطرف الديني
ثمَّة فئات مُتطرفة انتشرت في مُجتمعنا العربي والتي تُذيع فكرة العنف في مُعتقداتها، فيرون أنها الوسيلة الصحيحة للحصول على حقِك لا يُسلب حقِك، بحجة أن الدين نصّ على ذلِك، إلا أن المحاولات ما زالت مُستمرة للحد منها.
٥- البطالة والفقر
شهدت البُلدان الأكثر مُعاناة من البطالة ارتفاع نسب العُنف؛ لأن الشباب لا يجدون ما يُعينهم على الحياة من وظيفة جيدة، لذا يلجأون إلى أعمال البلطجة والشغب، بينما سجلت البلدان الأكثر عملًا وتوفيرًا للوظائف نسبة متدنية من العُنف.
٦- عوامل نفسية
كثير من العقد التفسية الذي يعاني منها الأطفال كانت سببًا في نشوء السلوك العدواني، فإن الأفراد الأكثر ميلًا للعُزلة هُم المُعنفين.
٧- تهميش دور الشباب
عند تهميش رأي شخص وعدم الاكتراث له يتسبب في ميلُه للعُنف لإثبات الذات وأنه قادرًا على فعل ما يؤثر على المُجتمع إيجابًا، ما بالك بما تفعله بعض الدول! فلا يكترثون إلى أفكار الشباب ما تسبب في ارتفاع السلوك العدواني.
٨- التعصب
ما زال الاعتقاد السائد بأخذ الثأر والتعصب للعرق أو القبيلة في كثير من المناطق، فقد نشأوا على العِدوان والانتقام والعنصرية.. فلا بُد أن يُتخلص من هذا الاعتقاد لتقليص نسب العنف في الدول.
٩- الإعلام يحرض على العنف!
كثرت مشاهد العُنف التي تُعرض في الوصلات الإعلانية والمُسلسلات والأفلام، مما تسبب في أن يُصبح العُنف أمرًا مُستساغًا وحل يلجأ له الكثير؛ لقسوة قلبِه الذي نُشأ أمام بيئة ليست صالحة، بل تعرض كُل ما هو يميل للعدوانية.
١٠- العولمة
الجميع يحلم بحياة الرفاهية، الاستيقاظ أمام حمام السِباحة، يجد من يُقدم له الخدمة المُميزة دائمًا، وهذا ما يسعى الجميع لتحقيقُه حتمًا، لذا ومع تقلص فرص العمل التي تدّر الأرباح الكافية والميل للطمع فارتفعت نسبة الميل إلى العُنف.
١١- الجهل
ثمَّة موروثات ثقافية ستكون سببًا في انتشار العدوانية والكراهية في قلوب الشباب، فعلى إثرها انتشرت جرائم الثأر والشرف التي غرزت في قلوبهم العدوانية والعُنف، جهل شاع في الأرجاء دون توعية دينية وتعليمية.
لا يفوتك أيضًا: إذاعة مدرسية عن العنف وأثره على الفرد والمجتمع
أضرار العنف
١- أضرار صحية
قد يؤثر العُنف سلبًا على الصحة مؤديًا تدمير المهارات وقدرات المُعتدى عليه، لا سيّما إن كان ممن يعانون من إعاقة ذهنية، فقد تودي بحياته، لا سيّما إن كان التعنيف ضربًا على الرأس.
٢- أضرار نفسية
الضرر النفسي جسيم لا سيّما على الأطفال، فيعيش في جو موبوء مُتشائمًا لا يرغب في التعامل مع الآخرين، أو الذهاب إلى المكان الذي تعرض فيه إلى العُنف مثل المدرسة.
كثير من الأطفال استتبع العُنف ميلهم إلى الإدمان للتدخين والمُخدرات، والبعض يُفكر للشذوذ وارتكاب كُل ما هو خاطئ، ولا يُنسَ ارتفاع حالات الانتحار إثر المُعاناة النفسية.
٣- أضرار اجتماعية
إن كُل من تعرضوا للعنف يعانون من عدم القدرة على الانخراط مع المُجتمع، بل يُصبح مُعاديًا للجميع ممن حولِه، فيخسر ثقته في نفسه، وثقته فيمن حولِه، ولا يُحب الحديث معهم حتى الأقربون له.. يراهم أعدائِه سيلحقون الضرر به شاء أم أبى.
٤- أضرار جسدية
لا يُلحق الضرر الجسدي إثر التعنيف بالأيدي فحسب، فكثيرًا ممن تعرضوا للتعنيف لفظًا يعانون من جروح وإصابات نفسية ظهرت على أجسادهم تُشبه البقع السوداء؛ لشعورهم بالضيق والخوف.
البعض يتضرر جسديًا إثر التعرض للضرب بشكل مُباشر، وسجلت المُنظمة في السنوات الأخيرة ارتفاع في نسب المتوفيين إثر التعنيف الجسدي وعدم تحملهم للاعتداء مما أودى بحياتهم.
ظاهرة العنف.. حلول الحدّ منها!
١- حد العنف ضد الأطفال
- إنشاء البرامج التثقيفية للأباء والمُعلمين للحد من انتشار استراتيجية التربية “اكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين”، “اضربه هيتعلم”.. جميعها سلوكيات تُنشأ العنف في نفوسهم!
- تصحيح أسر التربية عند الأباء بتوضيح ما يستتبعه من أضرار إثر أشكال التأديب المؤذية، وتأهيل الوالدين حول الطريقة الصحيحة لتربيتهم.
- تشجيع الأطفال الذين تعرضوا في حياتهم إلى العُنف، ومُساعدتهم على السير في طريق النور، وإكمال تعليميهم.
- فور رؤية أي من أفعال العُنف والاعتداء، يجب الإسراع للإبلاغ للجهات السياسية المعنية بهذا الشأن للحد من تعنيف الطفل.
- إنشاء شبكة للمُهتمين، لتكون صوت كبير للمناداة بحقوق الطفل، وعليه يُنشر تعريف العُنف.. ووسائل الحد منه.
٢- حد العنف ضد المرأة
- نشأة الطفل سويًا مُقدرًا لمكانة المرأة واحترام مكانتها، وعدم تعنيفها وضربها، فهذا ليس من شيم الرجال، ولم يكن من قيم ومبادئ النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحالات التي تعرضت إلى مرحلة مُتقدمة من العُنف لا بُد من نجاتها وتقديم لها الرعاية النفسية سريعًا قبل تفاقم الحالة وتصل إلى التفكير في الانتحار.
- سنّ القوانين التي تنص على تجريم من يُمارس العنف على المرأة وعقابه أشد عقاب؛ ليكون عِبرة لغيرِه ممن يفكرون في تكرار الأمر بداعي أنها امرأة خُلِقَت لطاعة الرجل.
- صون المرأة وحفظها من التعنيف المجتمعي بكافة أشكاله بالتشديد على القوانين المُصدرة، مع توفير كافة السُبل للتواصل مع من تعرضوا إلى العُنف لطلب النجدة.
- السعي لتوعية المُجتمع بأن العُنف من السلوكيات الخاطئة والتي تولّد الكراهية في قلوب الآخرين، وأنها من الأفعال الذي حرمها الإسلام.
- توعية النساء بأهمية التعليم وكيف تُصبح ذات شأن مُستقلة لا تعتمد على الرجل في تلبية احتياجاتها، فتضمن لنفسها حياة الرفاهية.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن اليوم العالمي للمرأة بالعناصر
خاتمة بحث عن العنف
كثيرات ممن كسرن حلقة الإساءة إثر تعرضهم للعنف سواء من أزواجهن أو عائلتهن، فلا أمل وأمان في مُجتمع ساد فيه العُنف وعدم توقير مكانة الإنسان، ولكن ثمَّة طرق اتُبِعَت للحد منها.
إن العُنف ظاهرة مُنتشرة منذُ سنوات، إلا أنه ارتفعت نسبة النساء اللواتي تعرضن إلى العُنف في السنوات الأخيرة إثر السير وراء المعتقدات الثقافية التي تكاد أن تودي بحياتهم!