لم يخلق الله عز وجل الأرض قطعة واحدة من الخصال والأخلاق على الرغم من أن ما يفصلنا عن بعضنا البعض مجرد أمتار بسيطة ولكن كل مجتمع له هويته المميزة، وما يجعله مختلفًا عن غيره، وهذا يتضح جليًا في تعريف الهوية الوطنية.
تعريف الهوية الوطنية
كل أمة تمتاز بمجموعة من السمات والخصائص التي تميزها عن غيرها، ويكون هذا الاختلاف هو الدافع وراء اكتساب الانتماء في قلوب أبنائها، وللهوية الوطنية أهمية بالغة في رفع شأن المجتمعات وتقدمها، وبدونها سوف تتجرد الأمة من كافة معاني وجودها واستقرارها.
بل سيكون وجود الأمة مثل عدمه، ويوجد العديد من العناصر التي تندرج أسفل تعريف الهوية الوطنية وعلى المجتمع أن يبذل قصارى جهده حتى لا يفقدها.
تعرف على: تعريف القبيلة pdf جاهز للنسخ والطباعة
عناصر الهوية الوطنية
حتى يتمتع المرء والشعب كاملًا بمميزات الهوية الوطنية المثلى علينا كفرد ومجتمع أن نلتزم بكافة عناصر الهوية الوطنية، والتي من أهمها:
- الواجبات “فردية / جماعية”: تنقسم الواجبات ما بين واجبات فردية وواجبات جماعية، وعلى المجتمع أن يلتزم بأدائها، حيث إنه على الأفراد أن يكتسبوا الخبرة الكافية في مجال العمل والتخصص.
بينما بصفة عامة على المؤسسات أن تقوم بأداء واجباتها نحو المواطنين بالاستعانة بآليات محددة، مثل مؤسسات التربية والتعليم، ومؤسسات الصحة والبيئة، والاقتصاد، والبنية التحتية، ووزارة العمل، والدفاع، والسلطة الحاكمة بكل ما في يدها من مؤسسات تشريعية وتنفيذية.
- الحقوق المشتركة: ذلك لأن أبناء الهوية الوطنية الواحدة يتمتعون بذات الحقوق، وذلك على سبيل المثال الحق في التعليم، والحق في التعبير عن الرأي، وحق الحياة بعزة وكرامة على أرض الوطن، والبناء فوق الأرض، وحق العمل وغيرها من الحقوق التي تُجسد هويتهم الوطنية.
- العلم الواحد: يرفع أبناء الأمة الواحدة رمزًا معنويًا واحد يجمع تحت شعب واحد وقضية واحدة، وذلك عن طريق علم له رسم محدد بألوان معينة، ولكنه يرمز إلى القيمة المعنوية، والذي يمثل من خلالها الهوية الوطنية والانتماء للوطن.
- الاقتصاد الوطني: يربط أبناء الشعب الواحد اقتصاد وطني واحد، ونظام مالي واحد، مثل نظام العملات الموحد والتسعيرة الموحدة للعديد من السلع الاستهلاكية.
- التاريخ الوطني: جميع من يشتركون في الهوية الوطنية ذاتها يجمع ما بينهم التاريخ نفسه، وذلك يتمثل في الأحداث الذي مر بها الآباء والاجداد وأجداد الأجداد بصفتهم المالكين للأرض على مر التاريخ.
- الموقع الجغرافي: يشترك كل من يجتمع على الهوية الوطنية في الموقع الجغرافي ذاته، وذلك لأن الأرض تتحدد بحدود جغرافية معينة وواضحة.
تعرف على: بحث عن الحاسب الآلي وأنواعه جاهز للتحميل PDF
أهمية الوعي بالهوية الوطنية
تنعكس آثار الوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها على كلًا من الفرد والمجتمع مما يساهم في ارتقاء الوطن كاملًا، وذلك يتضح جليًا خصوصًا في المرات التي يقوم الوطن بأداء واجباته للمجتمع على أكمل وجه.
أما ثمار الاهتمام بالهوية الوطنية لا حصر لها، أهمها في زيادة قوة نسيج المجتمع، وإعجاز الطامعين عن اختراقه، والمساهمة في نهضة العلم والمعرفة في مختلف المجالات.
بالإضافة إلى الحد من انتشار الأمراض والأوبئة، كما أنه يساعد في تقوية الاقتصاد واستغلال العقول المبدعة والعمل على التطوير بشكل دائم في بناء الوطن، والريادة ما بين الأمم، ويمنح الوطن والمواطن هيبة وعزة بين الشعوب خصوصًا إذا اعتز بهويته الوطنية وأجاد اللغة المثلى للتعبير عنها.
أهمية الهوية الوطنية
- تساعد على احترام الأفراد قوانين الدولة المتبعة.
- تحافظ على لغة الدولة وذلك لأنها تعتبر من رموز الدولة.
- تساعد على اعتزاز الفرد بذاته لما يقف من خلفه من تاريخ وتراث قوي.
- تساهم في تطوير المعارف، واستيعاب كافة التطورات التي تجعل المجتمع يتمكن من مواكبة العصر.
- تساعد في الحفاظ على تاريخ الدولة وتراثها.
- تعد الهوية الوطنية هي الضمانة الوحيدة من أجل العيش، فهي تعمل بمثابة الروح والجسد، وفي حالة فقدانها يتجرد الشعب من كل الحضارة العلمية والثقافية ويسود الفساد والانهيار في الدولة.
تطوير الهوية الوطنية
تتطور الهوية الوطنية تزامنًا مع تطور التاريخ والأحداث والحركات التي تحدث فيه، وتؤثر الأحداث التي تتعرض لها الأوطان بشكل كبير في الهوية الوطنية، ولذلك أثبتت الدراسات والأبحاث أن الهوية الوطنية ليست شيء جامد وثابت بل إنها قابلة للتغير بشكل دائم وفقًا للأحداث من حولنا.
حيث إنه بالتزامن مع تغير العالم يكون للدولة نصيب من التأثير على هويتها الوطنية، ويتأثر المجتمع داخلًا وخارجيًا على مستوى التعليم والثقافة والأفكار، وهذا بدوره يحدث فارقًا في الهوية الوطنية.
الهوية الوطنية تعمل بمثابة قصة تُبين لما مدى الانتماء والولاء والحب للوطن، وعلى الشعب أن يواكب التغير الحادث فيها تزامنًا للتغير الحادث في العالم وعدم الوقوف عند نقطة معينة.
تحتوي الهوية الوطنية على معاني سامية، ولم تنشأ ما بين ليلة وضحاها بل جاءت نتيجة سلسلة من التفاعلات والأحداث التي نسبت على مر التاريخ، ويرويها لنا أجدادنا السابقين.
مقومات الهوية الوطنية
توجد العديد من العناصر والمقومات التي يمكن للأفراد أن يتمكنوا من تحديد تعريف الهوية الوطنية من خلالها، وهي التي تميز كل شعب عن غيره.
لكن على الرغم من ذلك قد تشترك الأمم في بعض الصفات، ومن أهم مقومات الهوية الوطنية:
- التاريخ المشترك: يجمع ما بين أفراد الأمة الواحدة التاريخ ذاته، ولذلك على المجتمع أن يعتز بماضيه، فالأمة لم ولن تشهد هذا التوحيد إلا من خلال التاريخ، والتاريخ هو من يدفع الدولة نحو مستقبلها.
- الثقافة المشتركة: يجمع ما بين أفراد الأمة الواحدة الثقافة ذاتها، وهذا بدوره يساعد في جعلهم يكتسبون الهوية الوطنية الواحدة، والثقافة الاجتماعية المشتركة هي من تمنح الأفراد القدرة في التعبير عن ذاتهم وشخصياتهم في كل جوانب الحياة، وتجعل علاقتهم بالمجتمع وطيدة.
- اللغة المشتركة: العامل الأساسي في تكوين أي أمة هو جعلها تمتلك لغة واحدة، وذلك لأن اللغة هي وسيلة التواصل المشتركة ما بين أبناء الوطن الواحد، من خلالها يستطيع الأفراد التعبير عما يدور في دواخلهم، وتعتبر من مظاهر الانتماء إلى الوطن.
تعرف على: بحث عن التعاون مع الآخرين وروح الفريق PDF
تعريف الهوية الوطنية pdf
في المنزل الواحد ستجد كل فرد يتحلى بمجموعة من الصفات المختلفة عن غيره فما بالك بالمجتمعات والشعوب المختلفة، كل مجتمع له ثقافة مغايرة يتسم بها، وهذا ما يجعله مميزًا، وعليه أن يفخر بها ويستغلها في رفع شأن الأمة.
الهوية الوطنية من أهم العوامل التي تجمع شعبًا واحدًا فوق أرض وسماء واحدة، يتصفون بالعديد من الخصال المتشابهة وتجمعهم حفنة من العادات والتقاليد المتشابهة
ويمكنك تحميل تعريف الهوية الوطنية pdf
تختلف سمات المجتمع من منطقة لأخرى، ولهذا هناك الكثير من الهويات الوطنية المختلفة التي يتمكن من خلالها الأفراد التعبير عن ثقافة شعبه المختلفة، والحرص على أن يرتقي المجتمع بهذه الهوية المميزة.
