الإسلام

التخلص من المصحف القديم بـ3 طرق بسيطة

إن ترك المصحف أو عدم استخدامه أو عدم الاهتمام به بشكل كافي قد يعرضه للتلف أو التمزق، لذلك يبحث المسلمون عن طريقة مناسبة تمكنهم من التخلص من المصاحف البالية، وأنسب طريقة لرمي رمادها، ويتساءلون عن حكم حرق المصحف التالف.

كيفية التخلص من المصحف القديم

في حالة تعرض المصحف لأي قطع أو تلف راجع لأي سبب، وكان بإمكانك إصلاح الضرر الذي ألحق به فهو أفضل، وينال المسلم ثوابًا عظيمًا على ما أتاه من فعل.

لكن في بعض الأحيان يصبح المصحف باليًا تمامًا ولا تفيد أي طريقة في إصلاحه، لذا يقول بعض أهل العلم بأنه يمكن للمسلم أن يتخلص من هذا المصحف بواسطة عدة طرق، تتمثل في:

طريقة التخلص من المصاحف القديمة

أولًا: التخلص من المصحف القديم عن طريق الحرق

يمكن الاقتداء بعثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما أصدر أمرًا بحرق المصاحف الموجودة في أيادي الناس، بعد أن قام بجمع المصحف الإمام، وقصة حرق عثمان للمصاحف قام بروايتها البخاري في صحيحه.

مما جاء فيها:

فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ …وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا ، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ.

الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4987 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الترحم على أهل الكتاب وما هو حكم الترحم على غير المسلمين ؟

ثانيًا: التخلص من المصحف القديم عن طريق الدفن

  • استمال غالبية العلماء والشيوخ إلى أن دفن القرآن التالف أو القديم يعد واحدة من أفضل الطرق في التخلص من المصحف، شرط أن يتم دفنه إما في المسجد، أو مكان طاهر ونظيف.
  • ذلك أن الغاية من دفنه.. صيانته والمحافظة عليه من الامتهان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله عليه- في ذلك:

وأما المصحف العتيق والذي تَخرَّق وصار بحيث لا ينتفع به بالقراءة فيه، فإنه يدفن في مكان يُصان فيه، كما أن كرامة بدن المؤمن دفنه في موضع يصان فيه.

ثالثًا: التخلص من المصاحف القديمة بالتمزيق

  • تعتبر من الطرق الجائزة للتخلص من المصحف القديم، ولكن من عيوبها أنها طريقة صعبة، حيث تبقى بعض الكلمات والحروف واضحة، ولا يمكن إتلافها بشكل نهائي.
  • لهذا السبب اقترح العلماء الاستعانة بآلات تمزيق الورق، فهي تفي الغرض لأنها دقيقة جدًا، وهكذا لا يتبقى أي أثر لحروف أو ما شابه.

كما ورد عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في الفتاوى قوله:

التمزيق لابد أن يأتي على جميع الكلمات والحروف، وهذه صعبة إلا أن توجد آلة تمزق تمزيقاً دقيقاً جداً بحيث لا تبقى صورة الحرف، فتكون هذه طريقة ثالثة وهي جائزة.

هل يجوز حرق القرآن المُعدم؟

أجمع العلماء على جواز حرق القرآن التالف صيانة وإكرامًا له، حيث قد سبق وأحرق الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه المصاحف التي رأى أنه من الواجب عدم بقائها.

كما أجمع على هذا الرأي كلًا من المالكية والشافعية، حيث أقروا أنه يجوز للمسلم أن يقوم بحرق القرآن الذي تمزقت أوراقه أو أصابها أي تلف، فقد قال ابن بطال رحمه الله في ذلك:

“وفي أمر عثمان بتحريق الصحف والمصاحف حين جمع القرآن جواز تحريق الكتب التي فيها أسماء الله تعالى، وأن ذلك إكرام لها، وصيانة من الوطء بالأقدام، وطرحها في ضياع من الأرض”.

كما طرح بعض العلماء أن القرآن الذي لحق به بعض الضرر من تلف أو تمزق، يمكن للمسلم أن يقوم بإتلافه نهائيًا، وذلك عن طريق دفنه في موضع طاهر، وهذا ما رآه كلًا من الحنفية، والحنابلة.

من الجدير بالذكر.. أنه لا يجوز حرق المصحف الصالح للقراءة وهذا بسبب حرمته، وأجمع بعض العلماء أن حرق المصحف امتهانًا يعتبر كفرًا.

لا يفوتك أيضًا: هل المسيحي الشهيد يدخل الجنة ؟ وهل يجوز الترحُم عليه

هل يجوز حرق الأوراق المتناثرة من المصحف؟

قام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بالذكر في فتاويه أنه في حالة تعرض المصحف الشريف للتمزق أو تساقط بعض الأوراق البالية منه يمكن التخلص منها تبعًا لطريقتين مختلفتين.

لكن فعل ذلك يستلزم أن يكون المسلم غير قادرًا على الانتفاع بالمصحف الشريف مجددًا، أي أنه أصبح في حالة لا يمكن القراءة منه.

من بعض فتاوى الشيخ ابن عثيمين، الصادرة تحت عنوان حكم الأوراق المتناثرة من المصحف، قال فيها:

“وهذه الأوراق الممزقة التي سأل عنها السائل والتي لا يمكن أن ينتفع بها بقراءة، له فيها طريقتان: الطريقة الأولى: أن يدفنها في مكان نظيف طاهر لا يتعرض للإهانة في المستقبل حسب ظن الفاعل. الطريقة الثانية: أن يحرقها وإحراقها جائز لا بأس به.

فإن الصحابة رضي الله عنهم لما وحدوا المصاحف على حرف قريش في عهد عثمان رضي الله عنه أحرقوا ما سوى هذا الموحد، وهذا دليل على جواز إحراق المصحف الذي لا يمكن الانتفاع به، ولكني أرى أنه إن أحرقها فليدقها حتى تتفتت وتكون رماداً؛ ذلك لأن المحرق من المطبوع تبقى فيه الحروف ظاهرة بعد إحراقه ولا تزول إلا بدقه حتى يكون كالرماد”.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد

كيفية التخلص من رماد المصحف

كيفية التخلص من المصحف القديم

يمكن للمسلم التخلص من رماد المصحف من خلال رميه في أي مكان، ولكن هذا في حالة عدم وجود أي أثر للحروف فيه، ففي حالة قام المسلم بحرق المصحف التالف ولم يبقى منه سوى رماده، فليس عليه أي حرج في حالة لم يقم بدفن هذا الرماد.

أو حتى قام برميه في أي مكان ما دامت الحروف غير ظاهره فيه، لأنّ الأصل احترام الأوراق التي فيها اسم الله تعالى وكلامه، وعدم تعريضها للامتهان، وفي حالة حرقه يتحقق ذلك.

سُئل الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله حول الأوراق التي فيها ذكر من الله عز وجل، وهل في حرقها وتطايرها أي حرج؟ فأجاب الشيخ: ولا يضر تطاير الرماد إذا أحرق.

بيد أنه في حالة بقاء أي أثر في الورق بعد حرقه للحروف، يلزم تفتيت الأوراق ودقها حتى تصبح رماد لإخفاء هذا الأثر.

ورد عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله-في تعقيبه على تلك المسألة بقوله:

ولكني أرى إن أحرقها أن يدقها حتى تتفتت، وتكون رمادًا، ذلك لأن المحروق من المطبوع تبقى فيه الحروف ظاهرة بعد إحراقه، ولا تزول إلا بدقِّه حتى يكون كالرماد”، والله أعلم.

المصحف الشريف من الكتب الدينية السماوية المقدسة، والذي يحترمه المسلمون ويجاهدون في المحافظة عليه من أي تلف قد يصيبه، إلا أنه قد يتعرض سهوًا لأي ضرر.. ومن إكرام المصحف حينها التخلص منه بالطريقة التي لا تهينه.

زر الذهاب إلى الأعلى